كلا لتكرار الفشل...


 كلا لتكرار الفشل...


للاسف طوال عمر الحكومات السابقة منذ ٢٠١٠ ولغاية اليوم لا زالت نفس الاخطاء تتكرر وتتضخم ويزداد معها احباط المواطن واستيائه من السياسة والديمقراطية بشكل عام وهو مؤشر خطير سوف يؤدي بالنهاية الى حالة اليأس المطبق وهذا يوفر بيئة صحية لعودة الدكتاتورية.


ان الحال المنوه عنه جعل المواطن يدفع كل يوم فاتورة فشل حكومات ومسوؤلين او صراعات حزبية وفئوية حتى ادى ذلك الى عزوفه عن الانتخابات بشكل مستمر وتصاعدي مع كل دورة.


وعلى الرغم من كل هذا لا زال البعض يصر على نفس المنهج في العمل السياسي وفي إدارة الدولة ويفكر بنفس العقلية وهو ماسيقودنا الى كارثة لن تستثني احد عند وقوعها.


واليوم يجد المواطن نفسه محاصر بالازمات الاقتصادية والاجتماعية ومعها صراعات الساسة الى الحد الذي اصبح انعقاد جلسة واحدة للبرلمان تهدد بقطع رزقه وطريقه الى العمل او الدراسة او الحصول على العلاج.


اصبحت العملية السياسية فارغة وغير جاذبة للمواطن بأي حال من الاحوال ورافق ذلك انه يشاهد ويستمع الى التصريحات الرنانة عن التنازلات والاتفاقات والملفات التي سوف تنجر ومن دون اي تحرك على ارض الواقع تؤد الى خدمة مصالحه.


ان انتخابات تشرين المبكرة لم تنتج اي تغيير إذ تشظى النواب المستقلين وبدل الازمة تولدت ازمات وبدل الانشقاق حصلت انشقاقات في كل المكونات.


وبينما تعيش الدولة فوضى التعامل مع ابسط الملفات فان ملف المياه الخطير جدا وسواه من الملفات المهمة لاحلول حقيقية لها بالشكل الذي تمخض عنها نزوح آلاف العوائل من قراها في مختلف المناطق بسبب الجفاف.


تصلنا دائما رسائل من المواطنين تدمي القلب وهي تحكي قصص معاناتهم اليومية وهم يسألون هل هناك امل بعد كل ما جرى ويجري في البلاد؟.


ايها الساسة حكّموا لغة العقل ولو لمرة واحدة وقدموا التنازلات وفكروا بطريقة جديدة ومختلفة من اجل انفسكم اولا ومن ثم من اجل شعبكم الذي اصبح على فوهة بركان ولم تعد تنفع معه اي وعود ومسكنات تهدئة وليس لديه سوى ان ينفجر وأيام غضبه آتيه قريبا ولا تلومونه فأنتم من اوصله الى هذا الحال.


باقر جبر الزبيدي

٢٩ ايلول ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك