بلا  سخارات

 


بلا  سخارات


الاحاطة الاخيرة التي قدمتها ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت لمجلس الامن الدولي حول الاوضاع في العراق شهدت لهجة مختلفة عن باقي الاحاطات التي قدمت سابقاً.


هذا التغيير في لهجة الخطاب الذي تقدمه بلاسخارت يحتاج الى توضيح فلم يتغير شيء منذ الانتخابات الماضية وظلت الازمة تراوح مكانها ورغم ذلك كان الخطاب متفائل ويتكلم عن حلول وتوافقات من اجل ضمان الديمقراطية في العراق .


ورغم وصول الكتل السياسية الى حلول ادت الى تشكيل حكومة فأن خطاب بلاسخارت تغير وقدم صورة قاتمة ويتحدث عن فساد لاحلول له ولايترك اي ضوء في نهاية النفق .


تغيير الخطاب رغم انفراجة الازمة يطرح علامات استفهام كثيرة حول دور ممثلة الامم المتحدة ورؤيتها للحل في العراق وهل تنطبق هذه الرؤية مع رغبة الشعب وممثليه ام انها تخضع لرغبات اطراف داخلية ومصالح اطراف خارجية.


ورغم اتفاق الجميع على ان الذهاب للانتخابات المبكرة هو الحل الامثل للازمة الراهنة فأن الخطاب تجاهل هذا الحل .


فات السيدة بلاسخارت الكثير من المعطيات لمايجري حالياً ودور العراق صاحب الطاقة النفطية والغازية الكبيرة في تقديم حلول للمجتمع الدولي المحاصر بشتاء قاسي.


 البعض ممن هلل لهذا الخطاب تناسى ان العملية السياسية في العراق لها اسس وثوابت وتحضى بشرعية داخلية وخارجية لأنها جاءت عبر الصندوق وليس عبر انقلاب عسكري دموي .


ورغم تحفظنا على الكثير من الاخطاء في عمل الحكومات السابقة فأننا لن نرضى لشعبنا ان يعيش تحت حكم دكتاتوري او انقلابي وان يكون العراق دائر في فلك بعض البلدان سياسياً.


الديمقراطية هي الضمان الوحيد لعيش كريم وهو مانشهده بوضوح في الديمقراطيات الناجحة في مختلف بقاع العالم .


    باقر جبر الزبيدي 

١٦ تشرين الاول ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك