المجتمع العراقي...


يتمتع المجتمع العراقي بخصائص فريدة ومميزات قد لأنجدها في الكثير من المجتمعات وهذا راجع للتاريخ الموغل في القدم والحضارات التي نشأت على أرضه والرسالات السماوية التي كان العراق مهبطا لها.


النسيج المجتمعي العراقي يمتاز بالتنوع بالكثير من أشكال الثقافة وهو ما ينعكس على المجتمع حيث يضم العراق الكثير من الطوائف (الصابئة واليزيدية والمسيحية والأرمن والتركمان والشبك) وقد أضافت هذه الطوائف الكثير للمجتمع العراقي وتزخر ذكريات العراقيين بالعديد من القصص التي تحكي عن مدى تلاحمهم ودورهم في بناء الوطن.


وقد تعرضت قيم المجتمع العراقي ووحدته إلى عدد من التحديات التي كان الهدف منها تمزيق هذا النسيج ودق إسفين الفرقة بين أبناء الوطن الواحد.


ومن الأسباب التي ساعدت على خلخلة النسيج المجتمعي هو الاستبداد الذي مارسته الدكتاتوريات المتعاقبة على الشعب والحروب الرعناء التي أجبرت أطياف الشعب على المشاركة بها.


بعد 2003 حاولت الأطراف التي نسجت مؤامرة الحرب الطائفية أن تلغي الكثير من الطوائف وشهدنا حالات قتل على الهوية وأجبر الكثير من إخوتنا على مغادرة البلاد وبعضهم تم الاستيلاء على ممتلكاته ولغاية اللحظة لم تسترد.


وكان لبعض أطراف العملية السياسية دور في عملية تمزيق النسيج المجتمعي بالخطاب الطائفي الذي تبنوه والشعارات التي رفعوها.


إلا أن كل هذا بدء ينتهي مع زيادة الوعي لدى المواطن العراقي والخطاب المعتدل الذي رسخته المرجعية الدينية العليا من خلال رسائلها إلى الشعب العراقي حيث لم تفرق بين مواطن وآخر على أساس طائفته أو مذهب بل اعتبرت كل العراقيين أبناءها.


   باقر جبر الزبيدي

 ٤ تشرين الأول ٢٠٢٢


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك