العنصرية بأشكال أخرى...

 


العنصرية بأشكال أخرى...


لطالما عملت الأنظمة الاستبدادية على زرع بذور الفتنة والتفرقة والعنصرية ضد طوائف وفئات معينة من الشعب من أجل خلق حالة من الانقسام وضرب الوحدة الوطنية حتى لا تشكل الشعوب خطراً على حكمها.


وفي العراق وطوال 35 سنة من حكم البعث المقبور كانت العنصرية هي الصفة الأبرز لهذا الحكم التعسفي حيث حاول طوال سنوات عبر اعلامه وكتّابه المأجورين (عراقيين وعرب) أن يصف محافظات كاملة بصفات هي بعيدة عن واقعها فظهرت مفردات كان يتم التوجيه بشكل رسمي بنشرها للشارع خصوصاً ضد أبناء الجنوب وضد الإخوة الكرد.


هذه العنصرية عادت اليوم بأشكال مختلفة لان جذورها البعثية لم تقطع بالكامل بل وصلت إلى حد العنصرية الإدارية في بعض مناصب الدولة التي هي حكر على جهة معينة وفي حال ترشيح اسم لها من خارج هذه الجهة فإنه يوصف بافضع الوصف ويتم التشنيع عليه بأنه غير مؤهل أو كفؤ لأنه من طائفة مختلفة.


ومن خلال تجربتنا الطويلة في العمل الإداري فقد شخصنا الكثير من مواطن الخلل التي كانت هي السبب الرئيسي في تعطيل إعادة إعمار الجنوب والتي كان جلها أسباباً واهية وضعتها العنصرية السياسية.


معالجة العنصرية يجب أن تبدأ أولاً بكشف كل الحقائق والأحداث التي مرت بها البلاد ومن ثم تكون هناك حالة من المصالحة المجتمعية يتم بعدها وضع ميثاق شرف بين الجميع ينص على نبذ كل من يتكلم أو ينادي أو يروج للطائفية والعنصرية مهما كانت الجهة التي ينتمي إليها.


باقر جبر الزبيدي

 ١٣ أيلول ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك