أيام في الداخلية (الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة)

 أيام في الداخلية (الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة)


ركزنا خلال عدة مقابلات تلفزيونية قبل كارثة سقوط الموصل على مصطلح (الفضائيون) وهم الجنود وعناصر الشرطة المسجلون رسمياً في سجلات وزارة الداخلية وهم يتقاسمون رواتبهم مع آمريهم من الضباط ليتركوا الدوام الرسمي فراراً من الزحف وأداء الواجب الوطني.


أما سر تركيزنا على تلك الظاهرة السلبية فهو الخوف على العراق في ذلك الوقت العصيب والخشية من تسرب عناصر د ا ع ش الذين كانوا يتهيأون في الرقة السورية عاصمة الخلافة المزعومة إلى العراق، خصوصاً إذا أضفنا لظاهرة الفضائيين حجم الفساد الذي أشرنا إليه في الجيش والشرطة كما الفساد في وزارات التجارة والكهرباء والصحة والتربية والإتصالات.. إضافة إلى حجوم الفساد الأخرى، خصوصاً في مشروع بسماية السكني وصفقات السلاح الفاسد الذي لم يقتل ذبابة.


إن صفقات الأسلحة الفاسدة التي وردت العراق وذهبت إلى مخازن الجيش العراقي وفيها صفقات السونار اليدوي، كانت صفقات تدار عبر عناصر مرتبطة بشكل مباشر وغير مباشر بشخصيات كبيرة في الدولة، وأخرى تقيم في عواصم عربية وأجنبية. 


هذا الملف يؤلمنا على المستوى الشخصي وقد بح صوتنا خلال المقابلات التلفزيونية وتحت قبة البرلمان ولقاءات شخصية مع ضباط كبار ورسائل نصية إلى قيادات فاعلة ومحورية في صناعة القرار العسكري،ثم حدثت النكسة ودخلت د ا ع ش الموصل وتسربت إلى المدينة لا لأنها منظمة قوية وقادرة على إجتياح المدن، بل لأن نظام العقود الفاسدة والفضائيين هو الذي أسقط المدينة قبل سقوطها ببنادق التنظيم ولن نذيع سراً إننا كنّا قلقين من تكرار ما حصل في حلب والرقة وحمص السورية،  حيث كان هنالك ضباطاً وجنود (عناصر من الشرطة والجيش) كانوا مع د ا ع ش وهو ما تكرر في الموصل وصلاح الدين والأنبار.


لن نقتنع برواية إن هنالك ضباطاً أعطوا الأوامر بالإنسحاب والتسرب من الوحدات العسكرية وترك الأسلحة في الشوارع والمراكز العسكرية الأخرى ويجب أن نعلم الحقيقة من خلال تفعيل دور القضاء العسكري وبدأ صفحة المحاكمات وفتح الملفات الخاصة بسقوط الموصل.


    باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الأسبق

     ٦ نيسان ٢٠٢١


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك