حرب المياه والتحالفات الدولية ..

 حرب المياه والتحالفات الدولية ..


فيما تواصل تركيا قضم الأراضي العراقية بدءاً من بعشيقة منذ ستة سنوات والتمدد الحالي بإتجاه سنجار وقمم جبال كردستان العراق بذريعة محاربة حزب العمال، تعمل ميدانياً على الأرض لتوسيع نفوذها، خصوصاً مع إنتهاء معاهدة سيفر 1920 وإنتهاء مقررات مؤتمر "سان ريمو" في نفس العام والذي وضع الإطار القانوني لسايكس بيكو علماً أن أنقرة كانت قد أتفقت مع نظام صدام على دخول قواتها إلى شمال الوطن "بعمق 15 كيلو متر " وهي البداية الحقيقية لتنفيذ مشروعها التوسعي.


إنخفاض منسوب نهر الفرات بمعدل خمسة أمتار لأول مرة في التأريخ بسبب حجب الجانب التركي لمياه النهر، هو إنتهاك للإتفاقية الموقعة بين (سوريا وتركيا عام 1987) حيث إلتزمت تركيا بإطلاق 500 متر مكعب في الثانية على الأقل يتقاسمها العراق وسوريا.


وليس ببعيد تتصاعد (حرب المياه) ضد مصر والتي تقف خلفها عدة جهات أجنبية وعربية خصوصاً مع إعلان أثيوبيا بدء المرحلة الثانية من ملأ سد النهضة.


حرب المياه التي بدأت تستهدف أكبر حضارتين في المنطقة حضارة بلاد الرافدين و وادي النيل، وفي هذا التوقيت الذي يعقب الأزمة الإقتصادية في كِلا البلدين، الهدف الرئيسي منه هو خلق زعامات جديدة في المنطقة وتغيير خارطة بعض الدول التي وضعت في سايكس بيكو،  وإقصاء الدور الحيوي للعراق ومصر، خصوصاً إن مشاريع النهضة العربية كانت دائماً وأبداً تنطلق من بغداد والقاهرة، وتأريخياً كان البلدان بما يملكانه من موقع جغرافي وثروات وحضارة عريقة هدف دائم للغزوات الإستعمارية.


(حرب المياه) وفي هذا التوقيت يطرح سؤالاً مهماً عن المواثيق والمعاهدات الدولية، والتي تم بعضها برعاية مجلس الأمن والأمم المتحدة ودول عظمى ولماذا يتم التغاضي عنها وعن من يخرقونها رغم تهديدها للأمن القومي لدول أعضاء في الأمم المتحدة والجامعة العربية !


أمين عام حركة إنجاز

  باقر جبر الزبيدي

     ٩ أيار ٢٠٢١


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك