أيام في الداخلية (أسرار تحرير الفلوجة من الإرهاب)
خلال أكثر من لقاء مع عدد من الشخصيات العسكرية والأمنية طرح علينا السؤال الأهم، لماذا تحولت الفلوجة إلى عقدة عند محاولة الأمريكان اقتحامها بينما استطاعت القوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي من تحريرها مع تكريت وأجزاء من الأنبار وعشرات القرى والمدن العراقية ؟
وقد أجبنا بالقول إنه يجب علينا ان نعرف طبيعة العناصر الإرهابية المتواجدة داخل المدينة في وقتها، حيث أن بعض مناطق الفلوجة بعد 2003 تحولت إلى مأوى وحاضنة للقاعدة والعديد من المنظمات الإرهابية التي تشكلت على خلفية سقوط النظام وحل الجيش العراقي.
بعد مايسمى الحملة الإيمانية التي رعاها عزت إبراهيم الدوري تشكلت مجاميع بعثية ( سلفية ) ونقشبندية حظيت بدعم مالي وتسليحي من قبل النظام السابق وقبل السقوط بثلاث سنوات أي (عام 2000 ) بدأ عزت الدوري يقود هذه المجاميع، وكانت الفلوجة واحدة من القواعد والحواضن الخاصة بالأسلحة والمجاميع المسلحة وتم إختيار العديد من كبار الضباط في الحرس الجمهوري والجسم العام للجيش ليكونوا بعد ذلك قيادات لهذه المجاميع المسلحة، لذا فإن الجيش الأمريكي دخل في مواجهة عسكرية شرسة في عام 2004 ودمرت الفلوجة عن بكرة أبيها، لكن الجيش الأمريكي أضطر إلى التفاوض مع الإرهابيين، وحدثني أحد كبار ضباط التحالف في عام 2008 حين كنت وزيراً للمالية بأن المفاوضات النهائية بين الإرهابيين والأمريكان كانت معقدة جداً وطلب الأمريكان الدخول إلى مجلس قضاء الفلوجة، ويتمركزوا على مدى يومين بقوات رمزية على أسطح البنايات الحكومية للدعاية، أنهم دخلوا الفلوجة لكن المفاوضين رفضوا إبقاء القوات الأمريكية مدة 48 ساعة وأخيراً تم الإتفاق على دخول القوات الأمريكية من شمال الفلوجة حتى جنوبها، ويستقروا عدة ساعات حيث أولم وجهاء المدينة الضباط الأمريكيين وليمة غداء في إحدى المباني الحكومية !!
وحدثنا بأن إستخبارات الدفاع (Dla) لم تفلح بإنجاح المفاوضات لكن الإرهابيين تعاملوا بسلاسة مع السي آي أي ( المخابرات الأمريكية ) وحاولت الحصول على معلومات اضافية فتوقف محدثنا الجنرال!
باقر جبر الزبيدي
وزير الداخلية الأسبق
١٣ نيسان ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات: