أيام في الداخلية.. (فتوى النصر)

 أيام في الداخلية.. (فتوى النصر)


ونحن نستعيد مع الأخوة المتابعين ملفات مهمة في تأريخ الشعب العراقي من كتاب (أسوار بغداد) عبر حلقات أيام في الداخلية،  لابد أن نعرج على أهم مفصل من مفاصل الحرب على الإرهاب منذ مواجهتنا الأولى مع القاعدة وأخواتها وصولاً إلى د ا ع ش، وهذا المفصل هو  فتوى "الجهاد الكفائي" و إنشاء الح شد الشعبي وبالمجمل نقول .. لولا فتوى الجهاد الكفائي لوجدتنا نحن الضيوف و(د ا ع ش) رب المنزل. 


إن إنهيار أربع محافظات والمناطق المتنازع عليها،  ووصول د ا ع ش إلى 35 كيلو متر من أربيل هزة كونية هددت العراق بأكمله وعرضت التجربة الديمقراطية والوطن إلى الضياع والسقوط في مستنقع التطرف والتكفير.


كان لابد من معالجة بحجم الحدث الكوني، فكانت فتوى الجهاد الكفائي عام ٢٠١٤ البلسم والصاعقة التي أدخلت الرعب في قلوب الدو ا ع ش ومن خلفهم وأدخلت الأمل والسرور في نفوس أبناء الشعب العراقي،  ووقفت بوجه الهجمة الطائفية الدا ع شية وأعادت إنتاج المشاعر الوطنية، ودفعتها في سوح الوغى والجهاد، دفاعاً عن العراق كل العراق.


لم تكن فتوى إمام الحشود لطائفة دون أخرى، ولم تكن فتوى لتشكيل "مليشيات طائفية" بل كانت فتوى القتال الوطني تحت العلم العراقي وتحت أمرة القائد العام للقوات المسلحة. 


إنها فتوى وطنية دستورية تنسجم مع الإرادة الوطنية والقانون، وتحمي الوطن من يد المشروع الد اع شي الذي كان يستهدف كل الوطن بمذاهبه وقومياته وطوائفه وتشكلت سرايا المقاومة بكل تشكيلاتها وتياراتها، وبرزت تلك الحشود وبفتوى إمامها تلقن د اع ش الدرس الجماهيري تلو الدرس وكان العالم في حيرة من الحشود وإمامها وماتصنع في سوح الوغى. 


وفي ظل هذه الفتوى الجهادية، سقطت إرادات الد وا ع ش ومن يمولها ويدعمها ويقف إلى جانبها.


    باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الأسبق 

     ١١ نيسان ٢٠٢١


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك