أيام في الوزارة (تجربة المظاهرات .. الفرصة الضائعة)

 أيام في الوزارة (تجربة المظاهرات .. الفرصة الضائعة)


ونحن نتابع ماحصل خلال السنة الماضية من مظاهرات قادت إلى تغيير في هرم السلطة، يطيب لنا أن نتذكر حقائق مهمة حصلت إبان مظاهرات (عام 2015) حيث كانت هي الفرصة التأريخية التي طال إنتظارها من الأمة ومثقفيها ومفكريها ورواد المعرفة فيها والأهم المرجعيات الدينية التي كانت تراقب وتنتقد على مدى سنوات أداء الحكومات العراقية المتعاقبة، وقد أكدت في وقتها بأن أي تلكؤ بمتابعة المفسدين الكبار وإنزال العقاب العادل بهم، سيضر بالعملية السياسية أولاً وسيخرق جدار الإلتزامات التي تعهدت بها الحكومة إزاء جماهير الشعب العراقي.


إن المتظاهرين يمثلون طليعة الشعب العراقي وقد عبروا بتظاهراتهم وتحت حرارة الشمس المحرقة عن إرادة أمة لاتستكين ولن تستكين.


وللأسف جاءت المصالح الحزبية والتسويات السياسية في وقتها لتؤجل مشروع القضاء على الفساد، رغم وجود الأرضية المناسبة في ذلك الوقت،  واليوم نعود ونكرر على أن  أي ردة عن المضي في قرار الإصلاحات الذي أجمعت عليه الأمة وطليعتها المؤمنة مضر كوضع السيف في موضع الندى.


ان الشعوب قد تمر بمرحلة سكون وصمت ولكنها لن تستسلم ونحن نقول أن الشعب العراقي مر بمرحلة صمت وسكون وتحمل لايُطاق على الأصعدة كافة وهو ينظر إلى ترابه الوطني وهو يسرق ببنادق "د ا ع ش" وسيادته الوطنية تتناقص وأمواله نهباً بيد السراق.


إن هذا الشعب أفاق من غفوة السكون والسكوت وأنطلق إلى الشارع وفرض حُزمة من الإصلاحات ما كان لها أن تكون لولا ردة فعل الشارع.


نحذر من المساس بمشاعر الأمة التي فرضت إصلاحاتها بالركون إلى تسويات السياسيين الفاشلين والفاسدين.


   باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الأسبق

   ١٩ نيسان ٢٠٢١


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك