أيام في الداخلية (خارطة الشرق الأوسط الجديد)

 أيام في الداخلية (خارطة الشرق الأوسط الجديد)


إن إعادة ترسيم خارطة الشرق الأوسط الجديد وتصفية الحساب ممن ساهم بقتل ما يقرب من (4500 جندي أمريكي) وإعاقة أكثر من (28 ألف) آخرين عدا المرتزقة الذين كانوا يعملون مع الشركات الأمنية  مثل بلاك ووتر كان هو الهدف وراء صناعة تنظيم القاعدة وإنشقاقاتها وتوجيه سهامه ورماحه إلى الدول التي ساهمت في المرة الأولى بصناعته، وبنظرة جريئة وثابتة ومجردة عن العواطف، أقول : إن كل المناطق التي دخلها الارهاب عسكرياً كانت تتحرك فيها علانية التنظيمات المتطرفة مثل : حلب والرقة ودير الزور وأطراف دمشق وأجزاء من إدلب وحمص، حيث تم تدريب وتسليح وتمويل تلك التظيمات قبل نشوء "د ا ع ش" وكذلك في ليبيا وتونس وسيناء والمملكة السعودية وجنوب اليمن حتى مناطق العراق ومحافظاته التي أُستهدفت من قبل التنظيم كانت مرتعاً للقوات الأمريكية.


إن الإخوان المسلمين الذين إنتعشوا نهاية السبعينات والثمانينات بدعم واضح من قبل أنظمة معينة التي أمدتهم بالمال والسلاح هم الذين تحولوا إلى نواة لجبهة النصرة والقاعدة ثم "د ا ع ش" كما حصل في أفغانستان عندما تطور فكر بن لادن وأيمن الظواهري من الإخوانية إلى القاعدة الأفغانية هو ذاته حصل في سوريا حيث إنتعشت الحالة الإخوانية وكنت أراها واضحة في زيادة عدد الأتباع من المصلين في مسجد أبي أيوب الأنصاري بمنطقة الزاهرة الجديدة بدمشق حيث لا يبعد المسجد سوى عشرات الأمتار عن مكتب المجلس الأعلى للثورة الاسلامية حين كنّا ممثلين عنه في سوريا ولبنان".


كانت الكراسات التي تطبع في السعودية مع "CD" تلقى رواجاً واسعاً في كافة المناطق السورية وقد قرأت مرة أحد هذه الكراسات وأطلعت على إسلوبها في التحشيد بالإعتماد على أفكار إبن تيمية وأحمد بن حنبل ومحمد عبد الوهاب وهي مؤلفات وكراسات تدعو أفكارها إلى مقاتلة المسلمين من موقع تكفيرهم وتسكِت عن مقاتلة الذين يحتلون الأراضي الإسلامية في فلسطين !.


تسنت لي الفرصة في زمن المعارضة العراقية للقاء قيادات إخوانية سابقة خلال زياراتنا إلى السعودية للقاء الملك منذ أيام لجنة العمل المشترك العراقية وقد تألف الوفد آنذاك من السادة الطالباني ومهدي العبيدي وفخري كريم وباقر جبر الزبيدي .. حيث كان لنا حوار مع السيد نعمان الراوي والسيد محمد البدري السامرائي وأشخاص آخرين.


كان هؤلاء المعارضون العراقيون الإخوانيون السابقون أقرب إلى الوهابية منهم إلى الإخوانية.. ربما كي  يسايروا الأوضاع في الخليج حين كانت بعض الدول الخليجية تمول وتدعم نظام البعث فكانت العقيدة الوهابية هي الغطاء الذي يحمي ويبقي هؤلاء السادة في الخليج.


(وزير الداخلية الأسبق)

      ٢٩ آذار ٢٠٢١


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك