أيام في البرلمان (كيف بدأت منصات الفتنة)؟

 أيام في البرلمان (كيف بدأت منصات الفتنة)؟


 في ذلك الوقت وصلتنا حزمة من الإعتراضات السياسية وزارنا مجموعة من السياسيين ومستشاري بعض القادة للنقاش في المسافة التي أخذناها من إجراءات وخطابات وطريقة تعاطي الحكومة مع فتنة المنصات، هذه الإعتراضات شكلت لدينا هاجساً سنبوح به وقد كتمناه طيلة عامين قبل ظهور هذه المنصات.


كانت هنالك ملاحظات من بعض السياسيين والقياديين حول البيان الذي أصدرناه بعد هذه الأحداث، وقالوا إن هذا البيان لم يأت في وقته وهو خلاف للنهج الذي كنا نعمل عليه، فكان جوابنا واضحاً للأخوة إن هذا البيان صدر عني كنائب في البرلمان ولم يصدر عني كقيادي في المجلس الأعلى سابقا لذلك كنت دقيقاً في إختيار العنوان الذي صدر في البيان بتأريخ 1 / 1 / 2013.


ويمكننا القول إن الذين إعترضوا في وقتها عادوا بعد أشهر ليؤكدوا صحة تشخيصنا لطبيعة المشكلة السياسية ولِما كان يجري في المناطق الغربية وكانت رؤيتنا صائبة قبل أن يتوصل الآخرون إلى النتائج التي وصلنا إليها.


قلنا في البيان .. ( أُطالب رئيس الحكومة ضرورة التعاطي بمرونة وموضوعية ودستورية وشجاعة مع المطالب المشروعة للمتظاهرين ونرفض إستخدام بعض المندسين في التظاهرات شعارات ذات طابع طائفي أو عنصري هدفها الإساءة للوحدة الوطنية وإشعال الفتنة الطائفية) وكانت آخر أسطر البيان هي بيت القصيد.


(وأخيراً نحذر من خطورة ما يجري ومن تداعياتهِ على مستقبل وطننا وشعبنا ووحدته الوطنية) وهذا ما حدث فعلاً في 14 / 6 / 2014 بعد سنة وستة أشهر !.. لقد تداعت الخطوب والأزمات كقطع الليل المظلم وسالت الدماء غزيرة في وديان الرافدين وأهدرت المليارات (فكان ما كان مما لسنا نذكره فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر) !..


بعد ما يقرب من عشرة أشهر على إنطلاق تظاهرات ساحات الإعتصام إكتملت الرؤية لدينا وهي إن الحكومة إبتلعت الطُعم والفساد بدأ ينخر كيان ومؤسسات الحكومة و(د ا ع ش) نجحت في إستثمار الشباب الهائج لتجنيده في معسكراتها الخلفية فتوسعت الحواضن في الوادي الأبيض ووادي حوران وغرب الموصل، ولم تكن الحكومة تملك أزاء إتساع إستراتيجية توسيع الحواضن والإنتحاريين وتجميع الأسلحة وتهريب السجناء في تكريت وأبو غريب والتاجي إلا المزيد من الخطابات النارية !..


هنا كان لابد من الإنتقال من دائرة التحذير الى دائرة الصدمة .. هذا ما رآه العراقيون عبر الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى وفي حياتنا البرلمانية!..


قلناها صريحةً في 26 أكتوبر 2013 عبر سلسلة متصلة من المنشورات والمواقف السياسية وعلى الصفحة الرسمية (الفيس بوك) إن الموصل والأنبار في دائرة النار، وإن بعض الرموز مشغولة بما هو أهم من الوطن وهو التهيؤ للإنتخابات والفوز بأكبر عدد ممكن من الأصوات  فيما كانت دائرة الإعتراضات تتحشد عند المنصات !!..


لم يستمع أحد .. كنا نقول بإن الوطن بدأ يتمزق وإن (د ا ع ش) تمسك بالملف الأمني وإن القوة العسكرية التي كانت ترابط في الموصل والأنبار إنحسر ظلها لصالح ظل كثيف من النيران والهجمات الإرهابية المستمرة للتنظيم .. بمقابل ذلك إزدادت نسبة الفضائيين في الموصل والأنبار إلى ما يتجاوز الــ80%.


وتلك كارثة دونها كارثة (تسونامي) !.. 


                     باقر جبر الزبيدي

رئيس كتلة المواطن للفترة من 2011 الى 2014

                        4 نيسان 2021


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك