العراق وعودة طالبان والقاعدة..

 العراق وعودة طالبان والقاعدة..


الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان يذكرنا بالإنسحاب الروسي عام 1989 عندما حدثت الفوضى بعد الإنسحاب وتأسست طالبان بمال خليجي وتسليح ودعم دولي.


الأمريكان خلال السنوات الثلاث الماضية تم إستنزافهم عسكرياً من خلال دول إقليمية ودولية تعمل (ليل نهار) من أجل دعم طالبان والقاعدة تحاول الحصول على أوراق ضغط بعد إن غيرت تحالفاتها وساهمت برعاية "د ا ع ش" وعملت على إسقاط النظام في سوريا والعراق وتنفذ أجندات خطيرة في ليبيا.


تسريبات البيت الأبيض تؤكد بأن قادة الجيش وصقور الكونغرس والمخابرات لم يوافقوا على الإنسحاب من أفغانستان وأنهم غير مقتنعين بالمفاوضات الضبابية في الدوحة، والتي لم تنجح في إيقاف العنف.


هذا الإنشقاق الأمريكي سوف يساهم بصورة أو بأخرى بعودة القاعدة وطالبان إلى الواجهة، خصوصاً أن هناك معلومات إستخبارية رفيعة المستوى تؤكد أن الكثير من مقاتلي "د ا ع ش" في سوريا (عرب وأجانب) وصلوا إلى أفغانستان في هجرة عكسية وأغلبهم مقاتلين على مستوى عالي وخبرة أكتسبوها في العراق وسوريا، بل إن قيادات " التنظيم" من ضباط البعث كانت ولازالت لديهم علاقات بطالبان والقاعدة منذ بدء ماسمي بالحملة الإيمانية بداية التسعينيات حين حاول نظام البعث في العراق تبني إبن لادن والقاعدة وساهم في صعود السلفية الجهادية ودعمها من خلال المال وإنشاء المدارس الدينية المتطرفة والتي كان من نتاجها (الحركة النقشبندية) وفيما بعد أخرجت هذه المدارس البغدادي والذي حصل على شهادة الدكتوراه والماجستير في الدراسات القرآنية من جامعة صدام للدراسات الإسلامية عامي 1999 و 2007.


الوضع الأمني المضطرب سوف يُسهِّل من عملية عودة القاعدة إلى العراق وهنا يجب أن نسأل هل أن منظومتنا الإستخبارية والأمنية مدركة لما يجري وهل هي قادرة على مواجهة المخطط الذي يستهدف ضرب العراق من الداخل ؟


عودة طالبان في هذا التوقيت تعني أن هناك قرار بإشعال فتيل الإرهاب من جديد في المنطقة، ولكن هذه المرة من دون دعوة عالمية إلى محاربته وترك الحكومات الهشة والضعيفة تواجه وحدها إستمراراً لسياسية تغيير الخارطة والضغط على الدول من اجل القبول بالتطبيع ومايجري في فلسطين و القدس حاليا من انتهاكات صارخة لحقوق الانسان هو دليل على ذلك.


    باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الأسبق 

       ١٠ أيار ٢٠٢١


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك