أسوار الوطن والمعلومة الإستخبارية..

 أسوار الوطن والمعلومة الإستخبارية..


تردنا الكثير من الأسئلة حول الحل الحقيقي لمشكلة الخروقات الأمنية المتكررة والتي لم تنتهي بعد كل العمليات العسكرية الكبيرة التي قامت بها قواتنا الأمنية.


هنا لابد أن نوضح بأن الأساس الحقيقي لأي نجاح عسكري هو ضبط الحدود وحماية أسوار الوطن وعندها سوف تكون عملية محاصرة الحواضن الإرهابية والقضاء عليها مجرد وقت، لأنك قمت بتجفيف الدعم الواصل من خارج الحدود نحو الداخل كما لابد أن نشير إلى أن الجهد الإستخباري الحقيقي يلعب دور كبير في عملية تأمين الحدود من خلال التنسيق مع دول الجوار أو كشف الممولين المحليين ومراقبتهم ومعرفة مصادر تمويلهم ومواعيد وأماكن دخول العناصر الإرهابية والثغرات والطرق التي يستخدمونها  للدخول إلى البلاد ومعالجتها.


إن تنامي قدرات التنظيم وتحوله من أسلوب (الكر والفر) إلى العمليات الإنتحارية والقصف بالهاونات يعني إستطاعته التحول إلى عملية مسك الأرض ولو بصورة محدودة، وهو ما يتطلب مراجعة حقيقية للخطط الأمنية والثغرات والمناطق الرخوة التي تنطلق منها هذه العمليات، خصوصاً في جبال حمرين التي لازالت تشكل نقطة إنطلاق للتنظيم وهي بحاجة إلى معالجة أمنية تكتمل بعمليات مسك الأرض منعاً لعودة هذه الخلايا.


عودة الجماعات الإرهابية إلى إستخدام الإنتحاريين، يعني إن هناك أعداد يتم منذ فترة لهؤلاء المجرمين من تغذية فكرية وتفخيخ، وهو مايعني أن هناك أموالًا وجهود ضخت من أجل الإعداد لهذا الأمر.


كما إن (وادي حوران وقذف) من المناطق التي شهدت عمليات عسكرية قبل فترات طويلة ولم تشهد عمليات مسك الأرض بسبب مساحاتها الشاسعة مما يجعلها حاضن قوي للخلايا والمضافات. 


ولابد أن نختم بالثناء على أبطال قواتنا الأمنية بالتعاون مع البيشمركة بعد إيقاعهم بوالي الفلوجة الإرهابي المكنى (أبو علي الجميلي) والذي إعترف بإنتمائه إلى تنظيم القاعدة عام 2005 وكان محكوماً عليه بالسجن 15 سنة وتم الإفراج عنه سنه 2011 ! وبعدها جدد ما تسمى بالبيعة لعصابات "د ا ع ش" الإرهابية وعمل ضمن أوكار الأسلحة وتجهيز المقاتلين العرب ثم عُيّن بما يسمى نائب والي الموصل وبعدها أصبح والي على الفلوجة.


وكلنا ثقة راسخة بأن الجيش العراقي والشرطة الإتحادية وكل القوى الوطنية في الحشد الشعبي والعشائري قادرة على مواجهة الإرهاب والقضاء عليه.


    باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الأسبق

        ٥ أيار ٢٠٢١


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك