أيام في الداخلية..    (إختلافات فقهية بين الجماعات الإرهابية)

 أيام في الداخلية..


(إختلافات فقهية بين الجماعات الإرهابية)


القاعدة التي تشكلت بدعم سعودي _ أمريكي في الثمانينيات بأفغانستان لمواجهة الروس، بُنيت أساساً على التشدد الفكري ضمن إعتقادات الطريقة الوهابية وتطوير الفكر القطبي "نسبة الى سيد قطب" في إطار ما أطلقت عليه القاعدة "بالفكر الجهادي" وأخطر ما في الأمر أن هذا الإتجاه الذي بدأ بالتكفير والهجرة في كتابات سيد قطب (معالم في الطريق) وأعمق منه الطريقة السرورية بداية الستينات من القرن الغائب .. فكانت نواته التكفير والهجرة ولأول مرة في تأريخ الحركات التكفيرية يتم تكفير المسلم ضمن إطاره الإسلامي، في حين كانت الحركات التكفيرية السابقة تكفر الديانات الأخرى.


إن الجيل الثاني في القاعدة كان "جبهة النُصرة" التي أزدهرت على هامش الأحداث السورية وقد إستمرت الإستخبارات السعودية والقطرية والتركية بدعمها في سوريا.


النصرة تميزت في عمق تفكيرها الفقهي عن القاعدة أنها تستهدف المرأة الحامل وقتل جنينها بينما الجيل الأول للقاعدة ومن قبلها التكفير والهجرة وحتى الحركات الإسلامية العراقية المتطرفة كانت بعيدة عن هذه التوجهات والممارسات.


لقد لمست عملياً هذه التوجهات التكفيرية وتكّونت لدي صورة ورؤية واضحة أزاء هذا النمط من الحركات الفقهية المتطرفة أيام وجودنا في وزارة الداخلية والأهم إختطاف شقيقتنا من قبل واحدة من الحركات المتطرفة هذه!.


اخبرتنا شقيقتنا أنهم كانوا يسألونها في وجبات تحقيق يومية متواصلة للتأكد من كونها حامل وحين أدركت غايتهم الفقهية بإعتبارها إنسانة متدينة ومثقفة وواحدة من تلميذات العلوية بنت الهدى، قالت لهم : نعم أنها حامل فرفعوا السيف عن عنقها..!


وبالعودة إلى "د ا ع ش" أقول أنها إمتداد لجوهر فكرة التكفير والهجرة .. وقد إختلفت د ا ع  ش مع ال ن ص ر ة والقاعدة في فرض مشروعها القائم على قيام " دولة العراق والشام" دون إستشارة التنظيم العام وتحول الخلاف، فيما تحول قتالاً دموياً بين ال ن ص ر ة  والتنظيم في سوريا وبين والتنظيم والقاعدة في ديالى أما الجيل الرابع من القاعدة أتوقع في إطار المعلومات والمعطيات التي لدينا أنه سيكون في الصفحة الثانية بعد إن تم التخلص من القيادات "ا ل دا ع ش ي ة" الحالية وعلى رأسها البغدادي والذي كان النواة الأولى لرجال الجيل الرابع حيث يقوم نهجهم على إستبدال فكرة الدولة في العراق والشام بالعودة إلى الأصل عبر الدعوة لعالمية الدولة ورفض القيادات التقليدية للقاعدة وجبهة ا ل ن ص رة وسنشهد تطورات دراماتيكية في ماتبقى من التنظيم تتحول إلى غُول يضرب كل مناطق العالم الإسلامي وأوربا وأمريكا.


      باقر جبر الزبيدي

   وزير الداخلية الأسبق 

        ٢٨ آذار ٢٠٢١


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك