أيام في الداخلية (تحديات وإصرار)

 أيام في الداخلية (تحديات وإصرار)


أذكر في عام 2005 كانت الظروف سيئة جداً فمناطق واسعة من بغداد ومحيطها كانت تحت سيطرة الإرهابيين حتى شارع حيفا في قلب بغداد وهنا بعد القرار الذي صدر من مجلس الأمن الوطني بتكليف وزير الداخلية مسؤولية إدارة الملف الأمني في بغداد والمحافظات، كان لابد من وضع مجموعة من الخطط والإجراءات الأمنية الإستراتيجية والحاسمة، فبدأت عملية التطويع شبيهة بروحية تطويع الحشد الشعبي لكنه كان تحت قرار الداخلية العراقية وبتدريب يتناسب وحجم التحدي وأذكر جيداً إننا كنا نتسابق مع الزمن بتخريج دورات مثالية شبابية لضخ دماءاً جديدة في جهاز الشرطة الإتحادية والإستخبارات وشؤون الداخلية وخلال 3 أشهر تخرجت لدينا "3 ألوية" كان التدريب فيها قاسياً بالنظر لطبيعة المعركة وشراسة العدو وإنتشاره في بغداد، وقرارنا بهزيمة بالإرهاب.


أذكر يومها كنت ذاهباً إلى معسكر النعمانية للإطلاع على سير التدريب ومشاهدة ما يجري من إستعدادات قتالية، وأنا في الطريق في طائرة الهليكوبتر أطلق النار بإتجاهنا فأضطررنا إلى العودة لكن إصراري على الحضور جعلني أعود بموكبي الخاص إلى النعمانية براً.


كنت مصراً في ذهابي إلى معسكر النعمانية لترسيخ العقيدة السياسية في نفوس المقاتلين إيماناً مني بأن أي جيش من المتطوعين لايمتلك عقيدة سياسية يؤمن بها ويضحي من أجلها فلن يستطيع الصمود في مواجهة العدو أو أن يؤدي دوره.


مارست دور الموجه السياسي من موقعي كوزير سيادي للداخلية عبر المحاضرات واللقاءات المستمرة بكبار ضباط الداخلية والمراتب والجنود ولازالت أيام الداخلية في عهدنا ماثلة في أذهان ضباط الوزارة ومنتسبيها وأبناء الشعب العراقي.


وهكذا كانت زيارتي إلى (معسكر الجبتك) في الأردن وخلال ثلاثة أشهر كان لدينا عشرة آلاف مقاتل، جاهزين للدفاع عن بغداد وتحريرها، وقد أسقطنا بهذا العدد مؤامرة  تقسيم بغداد وأسقاطها وإنتقلنا للدفاع عنها من قلبها حتى أسوارها.


بهذه الخطط الإستراتيجية الرصينة والرؤية الواضحة والحزم في مواجهة عاصفة الإرهاب حررنا بغداد ومنعنا تقسيمها ونجحنا في حماية 12 مليون ناخب صوتوا على الدستور في يوم لم تطلق فيه رصاصة واحدة وأجرينا إنتخابات(الجمعية الوطنية) بنفس الحزم والحسم.


وزير الداخلية الأسبق

   باقر جبر الزبيدي

     ٢٣ آذار ٢٠٢١


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك