أيام في الداخلية (صناعة الإرهاب)

 أيام في الداخلية (صناعة الإرهاب)


 ذكرنا قبل سنوات و قبل أن يبدأ الربيع العربي إن الإدارة الامريكية تدرس الطرق التي تؤدي إلى الإنتقام (وهي عقيدتهم الأمنية الثابتة _ الثأر والإنتقام) من كل من ساهم في قتل الجنود الأمريكيين، وأتذكر لقاء عاصف بيني وبين عدد من جنرالات الجيش الأمريكي ومعهم رجل أعمال أجنبي إستمر اللقاء ما يقرب اكثر من ثلاث ساعات، أكد أحدهم فيه إن السياسة الأمريكية "كـ الفيل وهو شعار الحزب الجمهوري" لاتسرع إلى الإنتقام ممن يهاجمها على الفور بل تضمر قرارها بالإنتقام ولو بعد حين، وتابع محدثي بالقول: إننا نقلنا مايقرب من 200 معتقل من تنظيمات القاعدة وأخواتها إلى إحدى الدول الشرقية وهناك بدأت سلسلة التحقيقات مع عتاة الإرهابيين بأسلوب علمي، نتج عنه مجموعة من الدراسات أشرت على الأنظمة التي كانت تسلح وتدرب وتمول المجموعات الإرهابية.


حاول محدثي التهرب من سؤال حرج كنت طرحته عليه تعلق بتسمية الدول التي (سلَّحَت ودربت و مولت) هذه التنظيمات فذكر لي بعد الحاح وإصرار كبيرين أسماء بعض تلك الدول.


ذكر محدثي جدولاً وبالأرقام عن عدد الإرهابيين الذين دخلوا العراق ودولهم وعندما إستفسرت منه عن معتقل بوكا وسر تمسك القيادة العسكرية الأمريكية بإدارته وعدم تحويل ملفه إلى الأجهزة والوزارات الأمنية العراقية  صمت محدثي ولم يجب وهنا علمت بأن الرجل لا يمتلك الحق في تسريب ما لا يمكن تسريبه من المعلومات الأمريكية.


وجهة نظري بأن مهمة الأمريكان كانت في بوكا والعراق يختلف عن مهمتهم في الدول الشرقية التي تتحفظ على عتاة الإرهابيين ولذلك كان إصرار الأمريكان حتى الساعة الأخيرة من خروجهم بعدم تسليم إرهابيي بوكا إلى الحكومة العراقية، وتم إطلاق سراح هؤلاء العتاة من بوكا وكان من بينهم : إبراهيم السامرائي البدري (البغدادي) زعيم تنظيم (د ا ع ش) كما أن (د ا ع ش) الليبية والسورية والسعودية والمصرية واللبنانية هي نتاج مدرسة بوكا!.


أتسائل هنا .. أين تم تهريب وإخفاء عتاة الإرهابيين الذين نقلوا إلى تلك الدولة الشرقية وهل سيعاد هذا السيناريو  إنطلاقا من (مخيم الهول) هذه المرة ؟.


   

  (وزير الداخلية الأسبق) 

      باقر جبر الزبيدي

       ٢٥ آذار ٢٠٢١


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك