الإرهاب الأبيض في العراق..


 الإرهاب الأبيض في العراق..


لايقل خطر المخدرات والسموم التي تستهدف شباب العراق عن خطر الارهاب بل هو اشد لانه يستهدف النسيج الداخلي للمجتمع ويحطم الاسرة.


الإحصائيات تشير إلى أن كمية المواد المخدرة الداخلة للعراق خلال آخر سنتين تزيد عن 30 ألف كغم وكيفية دخول هذه المواد عليها الكثير من علامات الاستفهام خصوصا وان المصادر الامنية اشارت الى مافيات تتمتع بنفوذ تقوم بحماية هذه التجارة الرائجة.


محافظتي البصرة وميسان تعتبران الأولى بالتهريب والتعاطي في المحافظات الجنوبية فيما تعاني الديوانية من ادمان نصف شبابها على المخدرات بكافة انواعها حبوب الكبتاجون يتم تهريبها عبر حدودنا الغربية والشمالية والصحراء وشمال العراق حيث اصبحت محافظات الشمال مراكز لادارة التهريب عبر عصابات الجريمة المنظمة اما المواد المخدرة الاكثر انتشارا في مناطق الوسط والجنوب فهي الكرستال والحشيشة وينتشر الكرستال الابيض في كافة مناطق العراق تقريبا.


وقد كان للتنظيمات الارهابية دور في ازدهار تجارة المخدرات حيث كان يقوم بادخال كميات كبيرة من اجل تمويل الارهاب وضرب المجتمع.


نسبة الإدمان على المخدرات قد تصل إلى 50 ٪؜ وسط فئة الشباب كما أن النسبة الأكبر للتعاطي تصل إلى 70 ٪؜ في المناطق والأحياء الفقيرة التي تكثر فيها البطالة مما يدفع الشباب الى التعاطي او المتاجرة بهذه السموم.


الخلل الحقيقي هو عدم وجود مراكز تأهيل ومعالجة للأدمان بشكل كافي والعوائل العراقية التي تعاني من ادمان ابنائها لاتجد حلول او مساعدة من الدولة بالاضافة الى ثقافة المجتمع التي تعتبر الاعلان عن الادمان كمرض امر مخجل.


ومن اهم اسباب تزايد المتاجرين بهذه السموم هو القوانين الموضوعة بحق المتاجرين فقانون المخدرات العراقي رقم ٦٨ لسنة ١٩٦٥ يعاقب بالسجن ١٥ سنة على تعاطي المخدرات وعقوبة الاعدام لمن يقوم بزراعة المخدرات القانون الجديد للمخدرات رقم ٥٠ لسنة ٢٠١٧ في مادته ٣٢ خفف عقوبة التعاطي إلى جعلها جنحة عقوبتها الحبس من سنة واحدة إلى سنتين وغرامة مالية تصل إلى ١٠ مليون دينار فقط.


وهنا نطالب بتغليظ عقوبة الاتجار واصدار قرار بألزام الدولة بمعالجة المتعاطين بدل حبسهم ولايتم اطلاق سراحهم قبل تعافيهم التام حتى يكونوا مستعدين للانخراط في المجتمع.


    باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الاسبق

 ٢٥ كانون الاول ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك