كنوز العراق المدفونة .. الحلقة الثانية الكبريت
يمتلك العراق ثروات طبيعية أخرى وكشفت دراسة أعدها المعهد الأمريكي للطاقة عن الثروات الطبيعية في العالم أن العراق يعد واحد من أغنى الدول من حيث الثروات الطبيعية وجاء العراق في المركز التاسع من اصل 193 دولة في ظل امتلاكه احتياطات من النفط والفوسفات والغاز والكبريت.
وقبل الحديث عن هذه الثروة المهمة التي اهملت طوال سنوات لابد ان نعرف ان الكبريت يعتبر واحد من اهم العناصر في مجال الصناعة ويدخل تقريبا في كل الصناعات ويُعد أهم مادة كيميائية تجارية في العالم ويستخدم في إنتاج الطلاء والورق والمنسوجات وعدد من الكيميائيات الصناعية كما يُستخدم أيضًا في إنتاج الفلزات وفي تكرير النفط أما المنتجات الأخرى المحتوية على الكبريت فتشمل بعض أنواع الأسمدةوالمتفجرات ومبيدات الفطر والحشرات والمطاط والبطاريات وكذلك المواد الكيميائية المستخدمة في أفلام التصوير كما يدخل الكبريت في صناعة الأدوية كواحد من المكونات.
يضم العراق أكبر احتياطي عالمي من الكبريت الرسوبي في حقول المشراق جنوب الموصل حيث يقدر الاحتياطي العالمي بـ600 مليون طن بينما يمتلك العراق لوحده قرابة 360 مليون طن وتتكون حقول كبريت المشراق من 3 حقول حيث يقدر احتياطي الحقل الأول بـ65 مليون طن فيما يبلغ احتياطي الحقل الثاني 66 مليون طن أما الثالث (الأكبر) فتبلغ احتياطاته 224 مليون طن علما أن الحقلين الأخيرين لم يستثمرا حتى الآن.
حقول كبريت المشراق تعرضت لـ3 حرائق كان أشدها عام 2003 ثم في عام 2016 عندما أحرق "د ا ع ش" فضلات الكبريت في محاولة لعرقلة تقدم القوات العراقية وفي 2019 امتدت ألسنة اللهب الناتجة عن حرائق حقول القمح والشعير لتصل إلى حقول الكبريت ما تسبب بتلوث بيئي كبير.
لابد من الاسراع بوضع خطة عمل للبدء باستخراج الكبريت واقامة منظومة (صناعات تحويلية) تحول المادة الخام من الكبريت الى مواد اخرى تدخل في الصناعات التي ذكرناها وهو مايعني تحقيق نهضة كبيرة في قطاعات كثيرة بالاضافة الى امكانية التصدير وبأسعار تنافسية الى الاسواق العالمية وهو ما سوف يوفر عملة صعبة للبلاد ويعيد عجلة الانتاج التي سوف تحتاج الى ايدي عاملة مما يساهم في حل مشكلة البطالة.
امين عام حركة إنجاز
باقر جبر الزبيدي
١٥ كانون الثاني ٢٠٢٢
ليست هناك تعليقات: