وديان الموت..

 


وديان الموت..


تواجه كركوك تحديات تتمثل في المقام الاول في امنها المعلومات التي تصلنا تشير الى تركيز الارهاب على هذه المدينة من اجل زعزعة السلم المجتمعي في العراق.


محاولة "د ا ع ش" خلال الايام الماضية ادخال انتحاريين الى المدينة تصب في هذا المخطط الذي ذكرناه حيث تمكنت قوات الشرطة الاتحادية من قتل انتحاريين في منطقة الطرفاوي غرب كركوك.


وادي زغيتون في جنوب شرق الحويجة في كركوك يشهد عمليات تسلل وبناء مضافات ارهابية تشكل خطر كبير على امن كركوك وهو مايجب ان يعالج من خلال الطلعات الجوية ومسك الارض.


التركيز على كركوك ومحيطها بسبب  سلسلة من المخابئ التي يستخدمها الارهاب والتضاريس الوعرة للتلال والأراضي المنخفضة التي تتقاطع معها القنوات وأودية الأنهار الموسمية التي جفت منذ فترة طويلة.


وهي نفس الطرق التي استخدمها الارهاب  لتهريب مئات الارهابيين من سجن ابوغريب 2013 باتجاه الرقة واصبحوا نواة "د ا ع ش" الذي عاد واسقط الموصل وثلاث محافظات.


مثلث الموت الجديد للارهاب ممتد ما بين كركوك في الشمال وبيجي في الغرب وسامراء في الجنوب على الضفة الشرقية لنهر دجلة وهي منطقة شديدة الأهمية للتنظيم حيث إنها في منتصف العراق وتربط ما بين الجبال والصحراء وتعد منطقة مثالية للاختباء و ممراً للوصول إلى سوريا.


هذه العوامل تساهم في استمرار تسلل الارهاب الى كركوك ومنها الى ديالى وصلاح الدين وهو نفس مايشهده وادي حوران المترامي الاطراف الذي يعتبر اطول وادي في العراق ويمتد من الحدود العراقية السعودية إلى نهر الفرات قرب حديثة ولجاء اليه اغلب قيادات الارهاب بعد هزيمة دولة الخرافة.


المعلومات تؤكد ان قيادات التنظيم ويقدر عددهم بالمئات وتم تسهيل عملية هروبهم من سجون قسد الكردية ينتشرون في الوادي ويستغلون العواصف الغبارية والظروف الجوية الصعبة والصحراء المترامية التي يعرفون تفاصيلها وإحداثياتها.


تواجد "د ا ع ش" بين جنوب الموصل وأعالي الفرات والوديان الثلاث (حوران الأبيض قذف) والأنبار وجبال حمرين والخانوكة سوف يكون رأس جسر للارهاب الذي يستهدف المدن المقدسة سامراء النجف وكربلاء وذلك بقصد اشعال الفتنة الطائفية داخل المجتمع العراقي لتفجيره من الداخل في وقت اشتد فيه الصراع الدولي والاقليمي على العراق ومحيطه مما يتطلب من الجميع الحيطة والحذر والتأهب لكل الاحتمالات.


وما يثير الاستغراب هو منع الطيران العراقي من التحليق فوق الوادي من قبل التحالف الدولي ! 

اهلنا في كركوك تركمان وعرب وكرد من حقهم ان يعيشوا بامان وسلام بعيدا عن النزاعات والصراعات التي تؤثر على مدينتهم المسالمة.


   باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الاسبق

 ٢٨ كانون الاول ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك