كنوز العراق المدفونة .. الحلقة الاولى الغاز

 


كنوز العراق المدفونة .. الحلقة الاولى الغاز


مع ما يمر به العالم من ازمة مناخ حقيقية فان الكثير من الدول سوف تلجأ للطاقة النظيفة او البديلة وهو ما يعني انها سوف تستغني عن النفط تدريجيا .. هذا الامر سوف يضع الاقتصاد العراقي على المحك بسبب اعتماد البلاد بشكل كامل على الصادرات النفطية وهو ما يتطلب ايجاد حلول بديلة في اسرع وقت.


يتمتع العراق بخيرات كثيرة ماتزال مدفونة ولم يتم استثمارها ومن اهمها الغاز حيث يحتل المرتبة الحادية عشر عالمياً والمرتبة الخامسة عربياً وبمقدار 132.22 تريليون قدم مكعب.


العراق لديه مصدران للغاز الطبيعي أولهما الغاز المصاحب للنفط كناتج طبيعي والذي يتميز استثماره بقلة التكاليف إذ لايحتاج إلى عمليات تنقيب وحفر واستخراج كونه يأتي مصاحبا للنفط المستخرج ولايحتاج سوى الى مد الأنابيب والتسويق الا انه يهدر هذا الغاز بإشعال 629 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي  ليصبح ثاني أكبر بلد يحرق الغاز في العالم بعد روسيا.


أما المصدر الثاني للغاز هو الغاز الحر الذي يتميز استثماره بتكاليفه العالية وذلك للحاجة لعمليات التنقيب والحفر والاستخراج والتصفية.


شركة سيمنز الألمانية وجدت أنه بإمكان العراق ان يوفر 5 مليارات ومئتي مليون دولار تقريبا خلال السنوات الأربع المقبلة من خلال تقليص نسبة الغاز المصاحب (المهدور) وتوفير اكتفاء ذاتي من ناحية أخرى لما تحتاجه محطات توليد الطاقة الكهربائية التوربينية من وقود الغاز.


كمية الغاز المحروق المصاحب للنفط الخام المنتج في آبار البصرة تقدر سنويا بحوالي 12 مليار متر مكعب وهي كميات تفوق الاستهلاك السنوي لدولة النمسا بأكملها.


حاجة العالم للغاز كبيرة خصوصا من قبل اوروبا سوف تتصاعد في السنوات القادمة وهو ما يجعل العراق قادر على تلافي اي ازمات اقتصادية من خلال تطوير انتاج الغاز والذي يجب ان يبدأ بعملية مسح شامل لكل حقول الغاز وتطويرها وانشاء محطات غازية وهو ماسوف يوفر عملة صعبة وفرص عمل ويمكن ان تجلب مستثمرين عالميين الى البلاد في حال لم تستطع الحكومة ان تنجز التطوير المطلوب. 


إلى متى تحرق ثروات البلاد وتهدر وتتحول الى سرطانات تفتك بأهل الجنوب المظلوم بسبب الفساد والعجز عن فهم آليات ادارة الدولة وغياب التخطيط للمستقبل وهذا هو الحال منذ اكتشاف النفط والغاز في العراق.


   باقر جبر الزبيدي

امين عام حركة إنجاز

١٤ كانون الثاني ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك