حروب إفلاس الدول .. أمن العراق

 


حروب إفلاس الدول .. أمن العراق


تحاول الدول العظمى بشتى الطرق إعادة السيطرة على العالم بعد إنتهاء حقبة الإستعمار منتصف القرن الماضي.


العراق بما يملكه من خيرات بعيد عن أي أزمة إقتصادية خصوصاً مع إرتفاع أسعار النفط وبالرغم من عدم وجود رقم دقيق لحجم الديون المترتبة على العراق (للبنك الدولي وصندوق النقد) لأن الرصيد يتحرك بالنقصان مع تسديد الأقساط والفوائد بشكل دوري ألا أن حجم الديون يتراوح بين 5 - 6 مليار دولار وهو رقم يستطيع العراق إطفائه لو تم إعتماد سياسة مالية صحيحة وإنخفض مجمل الدين العام الخارجي إلى 20 مليار دولار حسب تصريح المستشار الإقتصادي لرئيس الوزراء.


نجاح عدد من الدول في بناء إقتصاد قوي (الصين، ماليزيا، إيران وكوريا الجنوبية) رغم العقوبات الإقتصادية أصبح خطر على الدول العظمى التي تسيطر على الدول عبر صندوق النقد الدولي وبورصة النفط والغاز المربكة وأخيراً أزمة القمح.


وفقاً للبنك الدولي فإن هناك ما يصل إلى إثنتا عشرة دولة نامية في خطر ويقدر صندوق النقد الدولي أن 60% من البلدان منخفضة الدخل في جميع أنحاء العالم تعاني من ضائقة مالية 25 دولة في أفريقيا و25 في آسيا و 19 في أمريكا اللاتينية والمحيط الهادئ هي دول مقترضة بفوائد عالية وهي على وشك طلب قروض جديدة .. كورونا دفعت البلدان إلى إقتراض المزيد من الأموال لتأتي أزمة الحرب الروسية الأوكرانية وتزيد الطين بله.


دول كانت حتى ثمانينات القرن الماضي تواجه أزمات إقتصادية خفيفة، أصبحت اليوم دول منهارة وعلى وشك الإفلاس (لبنان، مصر، باكستان، جنوب أفريقيا والأرجنتين) دول مهمة إقليمياً تفتقد اليوم لقرارها الإقتصادي وهي مجبرة بالقبول بقرارات تخالف ثوابتها في سبيل النجاة من الأزمة الإقتصادية.


مصر في عين العاصفة ولايبدو أن التنازل عن (تيران وصنافير) يكفي من أجل إنقاذ هذا البلد المهم المحاصر مابين سد النهضة الممول عربياً وإسرائيلياً ومابين أزمة القمح التي تهدد بتجويع 100 مليون مصري.


 باقر جبر الزبيدي

وزير المالية الأسبق

   ١ حزيران ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك