إنهيار التحالف الجديد..


 إنهيار التحالف الجديد..


 زيارة الرئيس الأمريكي بايدن المرتقبة إلى المنطقة وتحديدا إسرائيل والسعودية هي من أجل بناء تحالف دفاعي في الشرق الأوسط.


التحالف الدفاعي يستهدف إيقاف هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ والزوارق الإنتحارية وسيكون بقيادة أمريكا وإسرائيل ورغم عدم إعلان أعضائه إلا أنه من المتوقع أن يضم الإمارات والبحرين ومصر فيما لاتزال السعودية تماطل للدخول في هذا التحالف الموجه ضد إيران وحلفائها بالأساس.


عدم دخول السعودية يعني إنهيار التحالف قبل أن يبدأ لأن الدول المنضمة سترفض دفع فاتورة تمويل التحالف لوحدها الرياض التي إستفادت من الهدنة مع الحوثيين ترى أن الحلول الدبلوماسية مع إيران أفضل وأن السياسية الأمريكية إتجاهها تتغير مع تغير الرئيس.


إيران قادرة على نشر مليون لغم بحري متنوع وإغلاق هرمز وباب المندب الذي يخضع لسيطرة حلفائها في اليمن ورفع سعر برميل النفط إلى أكثر من 300 دولار للبرميل إضافة إلى علاقاتها الأفريقية القادرة على إيقاف الملاحة في رأس الرجاء الصالح.

 

إيران تحملت العقوبات القاسية لاتخشى من إغلاق مضيق هرمز وهي مستعدة لإغلاقه في حال تم الإعتداء عليها وهو مايعني إفلاس دول الخليج المصدرة للنفط والغاز ونشوء أزمة طاقة عالمية قد تسبب إنهيار الإقتصاد العالمي.


الرسالة الأخيرة التي وجهتها طهران حين إقتربت ثلاثة زوارق إيرانية من سفينتين عسكريتين أمريكيتين السفينة الحربية (يو إس إس سيروكو) وسفينة النقل العسكرية (يو إس إن إس شوكتو كاونتي) اثناء عبورهما في الخليج كانت كافية للجميع لمعرفة اللاعب الأقوى في الخليج وأن طهران مستعدة للتصعيد في حال إستمرار الإستفزازات.


لن يبقى أمام إسرائيل سوى حروب الظل والإغتيالات وهو ما تنتهجة تل أبيب في الأشهر الماضية ورغم محاولة التنسيق بين أمريكا وإسرائيل في هذا الملف ألا أن عدد من أعضاء الكونغرس يرفضون هذا الأمر ويطالبون بالإبتعاد عن مستنقع الشرق الأوسط والتركيز على الملفات الداخلية الأمريكية خصوصا أزمة الطاقة والغذاء بسبب الحرب الأوكرانية إسرائيل لن تنجح في جر دول الخليج وأمريكا إلى حرب خاسرة الثلاثة الكبار (العراق، إيران والسعودية) هم محور الطاقة في العالم لو تم التعامل مع الملف بسياسية محنكة وهو مايذكرني بما حدث خلال حرب 1973 حين قطع العرب النفط عن أمريكا وأصبحوا هم القوى الحقيقية في العالم.


الحكومة العراقية الحالية كان لها دور كبير في نجاح المفاوضات السعودية الإيرانية وتحقيق نتائج متقدمة لصالح البلدان الثلاثة والمنطقة.


   باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الأسبق

   ٢٣ حزيران ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك