حكايتي مع الشهيد الصدر الثاني ..

 


حكايتي مع الشهيد الصدر الثاني ..


حين كنت على رأس مجلس إدارة صحيفة ووكالة نداء الرافدين ورئاسة تحريرها كنت أترصد من دمشق وبيروت حركة المرجع الشهيد الصدر الثاني وأتابع بدقة صلاة الجمعة التي كان يقيمها في مسجد الكوفة وكانت تصلني عبر بعض العيون والعلاقات الجهادية التفاصيل اليومية لحركة السيد الصدر.


وفي تحليلي الخاص ومنذ أواسط عام 1998 بدأت أشعر بالخوف من مؤامرة إغتيال قد تطال هذا المرجع بسبب تحديه للنظام وإجراءاته الأمنية خصوصاً في الأيام الأخيرة التي سبقت إستشهاده وكنت لاأخفي مخاوفي وقلقي على الخواص الذين كنت أضعهم دائماً في صورة الأوضاع العراقية في الداخل.


كنت متردداً بين الكتابة عن حركته ومتابعة أخباره ونشاطه الإسلامي خوفاً عليه وعلى حركته لكي لايربط النظام متابعتنا في الخارج بنشاط السيد في الداخل ليحمله تبعات هذه العلاقة ولكن عندما وصلتني أخبار قيام النظام بقطع الكهرباء عن داره ومكتبه تيقنت ساعتها إن النظام سيقدم على تحرك ما على السيد قد يكلفه حياته وقد نشرت خبراً في هذا الإطار على الصفحة الأولى من صحيفة نداء الرافدين بتأريخ 13/8/1998 إن السيد الصدر يتعرض إلى إعتداءات ومضايقات مختلفة من قبل أعوان النظام الصدامي تمثلت في قطع التيار الكهربائي عن منزله ومكاتبه.


في هذه الأثناء وصل أحد وكلاء السيد الصدر الى الشام هو سماحة السيد عبد الستار الموسوي وتم ترتيب لقاء خاص جمعني وإياه بعيداً عن عيون مخبري السلطة المنتشرين في حي السيدة زينب (عليها السلام) والمنطقة الصناعية القريبة الى مكتبنا حيث مقر الصحيفة والمكتب السياسي ومركز الدراسات العربية.


دار الحديث مع سماحة السيد الوكيل عن حركة السيد الصدر ونشاطه وصلاة الجمعة والوعي الإسلامي الذي بدأ ينتشر بقوة في محافظات العراق وأكد الموسوي أن هذا المرجع يمثل وعينا ومشروعنا وحركتنا السياسية في الداخل وأننا يجب إن نقف الى جانبه من أجل كل هذه الأهداف.


الذي حصل إنني أعتبرت كلام السيد الموسوي إشارة إلى الإنطلاق بالتحرك الإعلامي والسياسي لدعم حركة السيد الصدر في الداخل والتحذير من تعرضه لأي إعتداء من قبل السلطة الغاشمة فكلفت الكاتب عمار البغدادي الإلتحاق بمكتبنا في بيروت من أجل التواصل مع مكتب السيد الصدر في لبنان وقد أدى الكاتب ماعليه في إطار هذه المهمة من خلال المقالات  السياسية التي كان ينشرها في مختلف الصحف اللبنانية ومتابعة نشاط السيد في الداخل وقد ساهم عمار البغدادي بتاليف كتاب عن السيد الصدر وحركته الإسلامية طبع ووزع في بيروت ودمشق.


وطيلة الفترة التي كان فيها الكاتب البغدادي في بيروت كنت على إتصال دائم به وبالوكيل الشرعي للسيد الصدر أتابع الأخبار وأتقصى المعلومات وأنشر وأتابع في نداء الرافدين كل مايصلني من معلومات بهذا الإطار وقد أنعكس ذلك في نشاطي وحركتي السياسية عبر وضع الدبلوماسيين العرب والأجانب بصورة الإجراءات الوحشية التي تطال السيد في النجف.


كان الكاتب البغدادي يتواصل مع حركة السيد الصدر في الداخل بمكتب المرجع ببيروت ويتواصل مع صوت المرجع بشكل مباشر وهو يقول "أن ما أفعله الآن من تدريس طلبة البحث الخارج والتواصل مع الأمة عبر إستقبالي لشرائح واسعة منها وإقامة صلاة الجمعة ان لم يكن أمراً وجوبياً فهو مستحب مؤكد".


حين كنت في الكويت مع السيد محمد باقر الحكيم خلال زياراته الرمضانية إلتقيت سماحة العلامة السيد محمد باقر المهري وكيل المرجعيات الدينية في الكويت وزميل المرجع الصدر في الدراسة الحوزوية وأسرْني بأن السيد محمد صادق الصدر إتصل به هاتفياً وتحدث معه عن مختلف القضايا الإسلامية وأستفسر منه عن نتائج زيارة السيد الحكيم الى الكويت وهو مايعني ان السيد الصدر كان يتابع حركة المعارضة العراقية والشأنين العربي والإسلامي.


   باقر جبر الزبيدي

   ٤ حزيران ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك