حلم المنطقة الآمنة .. وورقة الجولاني

 


حلم المنطقة الآمنة .. وورقة الجولاني


التوغل التركي في شمال الوطن والتهديدات التركية بشن هجوم جديد على الحدود العراقية السورية لايمكن فصلها عن الهجوم التركي المرتقب على مناطق سيطرة قسد في الشمال السوري.


أنقرة أعادت تشكيل عدد من الفصائل الموالية لها تمهيداً لإعطاء دور أكبر لـ(هيئة تحرير الشام) للسيطرة على ريف حلب بهدف خلق مايسمى بالمنطقة الآمنة والتي تحاول تركيا منذ زمن إقامتها من أجل تحقيق عدة أهداف منها إبعاد اللاجئين السوريين من المدن التركية إلى هذه المناطق قبل الإنتخابات التركية وإبعاد خطر الأكراد (قسد) عن الحدود التركية.


تسلل عدد من مقاتلي هيئة تحرير الشام  إلى  محيط عفرين في ريف حلب الشمالي مكن (ابو محمد الجولاني) من مدّ نفوذه إلى تلك المناطق بشكل تدريجي وهو ما يتوافق مع رغبة تركيا في توحيد مساحة سيطرتها وإستثمار (الجولاني) الذي أثبت خضوعه التام لأنقرة.


(الجولاني) أجتمع مع وفد عسكري وإستخباراتي تركي في معبر باب الهوى الحدودي في إدلب وتم الإتفاق على التخلص من عدد من الجماعات المتشددة منها (أنصار الإسلام) التي تم إعتقال قائدها "أبو الدرداء الكردي" وبعض القيادات من قبل هيئة تحرير الشام وهو نفس ما قامت به جماعة الجولاني مع مجموعة (حراس الدين).


تحاول تركيا صناعة قائد جديد للإرهاب يتمثل في (الجولاني) وإعطائه صفة الإعتدال من أجل تهيئته  للدور اللاحق خصوصاً وإنه أصبح يتمتع بعلاقات جيدة مع الأمريكان بسبب دوره في تصفية البغدادي وخليفته أبو إبراهيم القرشي الذين كانا يختبئان قرب الحدود التركية في مناطق يسيطر عليها (الجولاني).


تركيا أعلنت عن إعتقال زعيم "د ا ع ش الجديد" وهو ماشكك فيه التحالف الدولي والحقيقة أن تركيا تحاول أن تصور للعالم أنها تحارب الإرهاب .. بعد أن ينهي (الجولاني) دوره في سوريا سيكون عليه عبور حدودنا الغربية لتنفيذ بقية المخطط الرامي لإكمال عملية إقامة المنطقة الآمنة وتوسيع سياسة قضم الأرض وفرض الأمر الواقع على الدول.


وزير الداخلية الأسبق 

    باقر جبر الزبيدي

       ٣٠ أيار ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك