نظرة على المنطقة..العراق أولاً..


نظرة على المنطقة..العراق أولاً..


أثبتت السنوات الماضية بأن العراق واحداً من أكثر الدول تأثيراً وتأثراً في المنطقة منذ تكليف نظام البعث بقيادة الحروب،  وإنتهاءاً بموجة الإرهاب التي كان يراد منها تقسيم العراق وتفتيته.


ما يطرح من تنظير حول حماية أمريكية للعراق من مخاطر التأثيرات الخارجية وإعلان بعض الجهات السياسية "نجاح الحوار العراقي الأميركي قبل أن يطبق على الأرض هو محاولة لربط البلاد بالفلك الأمريكي وتصوير الحل الأمريكي هو الوحيد الناجح رغم أن التابعين لهذا المحور يشعرون بالقلق كلما جائت إدارة أمريكية جديدة.


أحد أهم أسباب طرح هذه الرؤية هو تراجع الدور السياسي الشيعي في العراق، وفقدان أغلب الأحزاب الشيعية التي تفتت بعضها لأرضية جماهيرية حقيقية، لتكتفي بالتعكز على اللجان الإقتصادية والدول العميقة، هذا التراجع إنعكس على الحالة الأمنية بشكل كبير وتسبب بعودة الإرهاب بشكل أو بآخر ومايجري على (المثلث الحدودي العراقي -الأردني السوري) خير دليل على ذلك.


بعض الأطراف الشيعية والأحزاب الكردية التي قررت أن تنضم إلى المحور الأمريكي - الخليجي تعتقد أنها ستكون أكثر حريةً وتمويلاً ! وهو رهان خاطئ، لأن التابع الأمريكي لن يكون حراً طليقاً رغم قبوله على تواجد القوات الأمريكية في شمال الوطن،   

هذه التبعية من هذه الأطراف خطيرة على الداخل العراقي، خصوصاً إذا ما علمنا بأنها أدت إلى إستهداف أهم القيادات الشيعية، وسببت تراجع القوى الشيعية في العراق وهو مايعني بأن المرحلة القادمة ستكون صعبة وخطيرة، خصوصاً مع إستمرار العمليات الإرهابية في سوريا والعراق وإستمرار الحرب في اليمن والتوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.


فيما المشهد السني يعيش صراعاً نحو (محورين عربيين) يدفع ثمنه المكون السني المشتت بين ماقدمته أحزابه من وعود إعمار ونازحين وبين مشاكله اليومية التي لم تحلها هذه الوعود.


بينما يلتهب الإقليم بصراعات (حزبية عائلية) وسط تصاعد مستوى خط الفقر وتذمر المواطن الكردي من إستقطاع الرواتب وضياع أموال النفط، هذه الصراعات بالمجمل تقود هذه الأطراف نحو النهاية ما لم تكون هناك ثقة حقيقية للمراجعة.


   باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الأسبق

       ٣ آب ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك