خطر (الطابور الخامس) على العراق وسوريا..

 


خطر (الطابور الخامس) على العراق وسوريا..


رغم أن نسبة البطالة في تركيا بلغت 10% آخذ بالإرتفاع بصورة كبيرة بفعل إنهيار الليرة التركية خلال السنوات الأخيرة ألا أن الحكومة التركية ماضية بمشروع التجنيس للعراقيين والسوريين بسرعة كبيرة.


في عام 2017 أعلن الرئيس التركي أردوغان وبشكل علني بأن هدفه هو أصحاب الكفاءات من مهندسين ومحامين وأطباء إلا أن الأعداد الحقيقية تشير إلى رغبة تركية بتجنيس ثلاثة ملايين عراقي وسوري على مدار الخمس سنوات القادمة.


هذا الملف ورغم كل سلبياته الواضحة للجانب التركي ألا أنه سوف يجلب المزيد من الأصوات الإنتخابية لأدروغان ويخلق طابور خامس في العراق وسوريا ويدخل في إطار إذابة الهوية الوطنية وطرح الخلافة العثمانية كحل من منظور جديد.


أردوغان يعلم أن هذه الخطوة سوف تقضي تماماً على حلم الإنضمام للإتحاد الأوربي كما سوف تساهم في تراجع كبير للجواز التركي كما سوف تخلق أقليات جديدة داخل المجتمع التركي الذي لا زال يشكو من التوترات التركمانية وملف حزب العمال.


تركيا وعبر الفصائل المسلّحة الموالية لها في سوريا عمدت الى نشر اللغة والثقافة التركية في المناطق الخاضعة لسيطرتها وربط هذه المناطق بتركيا مباشرةً وتغيير أسماء بعض القرى والأحياء والمعالم من اللغتين العربية والكردية إلى التركيّة مثل تغيير أسم الساحة الرئيسية بعفرين إلى (ساحة كمال أتاتورك) إضافة إلى إستخدام الكتابات التركية إلى جانب العربية في المؤسسات والمستشفيات والمدارس معَ فرض التعليم باللغة التركية وإفتتاح فروع للجامعات والشركات التركية كما عملت على جعل عفرين تحت إدارة (ولاية هاتاي) عبر تعيين حاكمها لموظّفين رسميين أتراك للعمل في الشؤون العسكرية والإدارية إضافة إلى رفع الأعلام التركيّة وصور رجب طيب أردوغان في المباني الإداريّة ونشر بطاقات الهويّة التركية بين السكان.


 قامت تركيا بنشر معلومات تدعي فيها بأن أجزاءاً من مدينةِ الباب بمحافظة حلب تعود ملكيّتها لعائلة السلطان عبد الحميد الثاني.


البروباغندا التي تنفذ حالياً في العراق وسوريا تركز على فئات محددة من الأعمار والمناطق و التي تدغدغ مشاعر الناس سواءاً الحالمين بدولة إسلامية أو الراغبين بدولة قوية هؤلاء وبسبب فقدانهم للهوية الوطنية سوف يشكلون طابور خامس سيلعب دوراً خطيراً بإنجاح الإجتياح التركي للعراق وسوريا.


   باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الأسبق

٦ تشرين الثاني ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك