الأمن السيبراني للعراق..


 الأمن السيبراني للعراق..


إعلان شبكة بلومبيرغ الامريكية عن إختراق وقرصنة بيانات حساسة لوزارة الخارجية العراقية إضافة إلى ستة دول أخرى بين عامي (2017- 2020) مر مرور الكرام على الرغم من جسامة هذا الحدث.


القرصنة شملت بالإضافة إلى المعلومات والبيانات مراسلات دبلوماسية مهمة بين العراق وعدة دول ورغم كل هذا ليس هناك موقف واضح و رسمي أو تنديد حتى بهذا الأمر.


وقبل أسابيع حدثت فضيحة برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس" الذي إستخدمته حكومات عربية خليجية في التجسس على حكومات أخرى من بينها أحد الرئاسات  الثلاث في العراق.


وبالرغم من أن هذه الدول تعلن إنها تقف إلى جانب العراق الا أنها تمارس التجسس عليه بصورة أصبحت مكشوفة مما يطرح السؤال الأهم هو مقدرة العراق كدولة على الوقوف بوجه هذه الإختراقات السيبرانية والدور الذي يلعبه العملاء في كل الخراب الذي وصلت إليه البلاد.


وبمتابعة دقيقة ومعمقة خلال الستة أشهر الماضية لاحظنا كمية هائلة من الأخبار والتسريبات المحبطة  للشارع العراقي والتي تركز على نقل الأخبار السلبية والكاذبة، التي تهيئ الشارع للقبول بالإنقلابات العسكرية والقضاء على التجربة الديمقراطية، وهو أسلوب يدخل أيضاً في إطار الحرب السيبرانية التي نواجهها.


على القائمين على الدولة أن يفهموا بأن الحروب التقليدية أنتهت وما نواجهه اليوم من مخاطر توازي في خطورتها الأعمال الإرهابية.


حيث تقود عمليات القرصنة والحروب الناعمة إلى حروب أهلية تستمر تأثيراتها لسنوات طويلة وقد تقع الدولة فيها ولاتستطيع النهوض مرة أخرى.


هذا السلاح الخطير اليوم تشتريه دول معادية بمليارات الدولارات في سبيل إجبار العراق وأهله على القبول بمشاريعهم الهدامة وللأسف بمساعدة عملاء من الداخل، ومن يريد أن يتأكد عليه الإستماع لتصريح المدير السابق لوحدة الشرق الأوسط في الخارجية الإسرائيلية حاييم ريغيف خلال مؤتمره الأخير !!


المواطن العادي ومن غير أن يعلم وبسبب قلة التوعية، أصبح مشاركاً من خلال عملية نقل هذه الإخبار وتداولها والسبب هو فقدانه الثقة في الحكومات المتعاقبة.


   باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الأسبق

       ٧ آب ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك