جمهورية العراق..    (الحلقة الرابعة)

 


جمهورية العراق..


(الحلقة الرابعة)


عودة البعث كان معروفاً لكل القوى السياسية العراقية بعد نكسة حزيران /١٩٦٧.


إن البعث جناح ميشيل عفلق سيعود إلى السلطة بقرار دولي وإقليمي وكان للملكة العربية السعودية دور فاعل في هذا الإتجاه وهذا ماصرح به الرئيس الأسبق عبد الرحمن عارف بالتفصيل للكاتب الأمريكي حنا بطاطو أثناء وجوده في منفاه في تركيا وقام بطاطو بنشره في موسوعته الشهيرة (الطبقات الإجتماعية في العراق).


 تولت كتلة ضباط القصر المسماة (حركة الثورة العربية) وعددهم يقارب ٢٥ ضابط موزعين على وحدات الحرس الجمهوري والإستخبارات العسكرية بتنفيذ العملية الإنقلايية ليلة ١٦_١٧ تموز ١٩٦٨ وكان على رأسهم العقيد الركن إبراهيم عبد الرحمن الداوود آمر لواء الحرس الجمهوري والمقدم الركن عبد الرزاق النايف معاون مدير الإستخبارات العسكرية والمقدم سعدون غيدان آمر كتيبة دبابات الحرس الجمهوري فيما كان العقيد شفيق الدراجي مدير الإستخبارات العسكرية في إجازة تاركاً منصبه لنايف ليتولى بعد الإنقلاب منصب أمين سر مجلس قيادة الثورة وقد سارع عبد الرحمن عارف إلى الإستسلام للإنقلابيين فتم نقله في نفس اليوم الى بريطانيا !بطائرة خاصة وبعد ثلاثة عشر يوماً في ٣٠ تموز ١٩٦٨ قلب البعث ظهر المجن لمن جاء به إلى السلطة فتم إقصاء النايف عن رئاسة مجلس الوزراء الذي تولاه بعد الإنقلاب وكذلك الداوود عن وزارة الدفاع وعلى الأثر عقد عراب الإنقلاب ورجل الأعمال المشهور لطفي العبيدي وهو من أهالي الموصل ووكيل الشركات الأمريكية في العراق مؤتمراً صحفياً في بيروت عرض فيه صوراً عن الصكوك التي قبض بموجبها قادة في البعث أموالاً من الأمريكان ! مقابل مشاركتهم في الإنقلاب وهي عروض رفضها غيرهم من الشخصيات العراقية وقادة أحزاب سياسية وقد باشر البعث بعد توليه السلطة مباشرة تنفيذ الأجندة الموكلة إليه وهو ما كشفت عنه مقررات المؤتمر القطري السابع لحزب البعث بعد فترة قصيرة من تسلمه للسلطة والتي بقيت مقرراته سرية لسنوات طويلة والتي على ضوئها وضع البعث خططه لتصفية كل القوى العاملة على الساحة العراقية ومن جميع الإتجاهات  ولم يستثني المرجعية الدينية في النجف الأشرف والحركة الإسلامية من ذلك ففي الوقت الذي كان البعث يطحن القوى السياسية فأنه سعى الى تحييد قوى سياسية أخرى تقف الى جانبه ريثما تتهيأ له الفرصة للإنقضاض عليها كما حصل في إتفاقية ١١ آذار  ١٩٧٠ مع الحزب الديمقراطي الكردستاني والتي إنهارت بإتفاقية الجزائر ١٩٧٥ وكذلك الحال بالإتفاقية مع الحزب الشيوعي العراقي والتي إنفرط عقدها عام ١٩٧٨ بعد ان إستنفذت أغراضها  ولم يسلم البعث ذاته من التصفيات الداخلية أيضاً والتي شملت مايسمى بمجلس قيادة الثورة وأعضاء القيادة القطرية والمكتب العسكري والكادر المتقدم في الحزب و كانت أشهر المحاولات الإنقلابية محاولة مدير الأمن ناظم كزار في ٣٠حزيران ١٩٧٣ والتي إنتهت بإعدام قيادات أمنية وحزبية كبيرة مثل : عبد الخالق السامرائي والتي إنتهت بتصفيته.

 

واجه البعث في نهاية حكم البكر تحديات كبرى إهتز لها كيانه فكانت إنتفاضة رجب ١٩٧٩ بقيادة الإمام محمد باقر الصدر والتي صادفت إنتصار الثورة الإسلامية في إيران فقد سارع الى عقد إتفاقية مع غريمه اللدود (البعث السوري) على قيام الوحدة إلا ان مشروع الوحدة تعرض إلى تآمر من داخل البعث نفسه وبالذات من جناح صدام حسين نائب البكر والذي تمكن بدعم دولي وإقليمي مكشوف من الإطاحة بالبكر في ١٦ / تموز ١٩٧٩ وللحديث صلة..


    باقر جبر الزبيدي

 وزير الداخلية الأسبق

    17 تموز 2021

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك