تجربة الأحزاب العلمانية والمدنية في العراق..    الجزء الأول

 


تجربة الأحزاب العلمانية والمدنية في العراق..


الجزء الأول


بعد أن تناولنا تجربة الأحزاب الإسلامية أو الإسلام السياسي في العراق مابعد 2003، لابد أن نسلط الضوء على تجربة الأحزاب العلمانية والمدنية.


إنبثقت أغلب الأحزاب العلمانية والمدنية في العراق من الحركة اليسارية التي شهدت رواجاً مع مطلع القرن العشرين،  ودعماً من الإتحاد السوفيتي السابق كما حصل في تجربة الحزب الشيوعي العراقي.


أما الأحزاب القومية التي ظهرت في العراق، والتي حاولت أن تدعي على أنها أحزاب علمانية فقد كان لها عدة أهداف من رفع هذا الشعار، منها مواجهة الحزب الشيوعي العراقي الذي كان يحظى بشعبية كبيرة في وقتها ومواجهة المد الديني المتصاعد مع منتصف الخمسينيات.


ألا أن الأحزاب القومية عادت وتراجعت عن مفهوم العلمانية والمدنية بعد أن إستولت على السلطة، وهذا ما عاصرناه من تجربة حزب البعث المحظور الذي بدأ حزباً قومياً ثم إنتهى شريكاً لعصابات د ا ع ش والقاعدة ومنظراً للسلفية الجهادية.


وقبل الدخول في تجربة هذه الأحزاب والحركات بعد 2003 لابد أن نسلط الضوء كذلك على أسباب عدم تحقيق هذه الأحزاب أهدافها طوال مائة عام. 


أن طبيعة المجتمع العراقي وخصوصيته ساهمت بشكل كبير في تراجع هذه الأحزاب وفشلها في الترويج لمشروعها أجبرها على الإنزواء في مجالات محددة، لاسيما المجالات الأدبية والصحفية والثقافية بشكل عام.


وكان الإنطباع السائد في منتصف القرن الماضي بأن هذه الأحزاب تقدم أطروحات وطنية مستوردة مقدمة من دول إستعمارية في وقتها، مما جعلها تصتدم مع الجمهور مرة، ومرة مع المؤسسات الدينية،  كما حصل بعد الفتوى الشهيرة للأمام الراحل السيد محسن الحكيم في عام 1959 والتي حرّم فيها الإنتساب للفكر الشيوعي ككل، وهو ماتسبب بتراجع كبير للشيوعية، لا في العراق حسب، بل في دول المنطقة.


العراق بلد الأنبياء والأولياء ومستقر ومثوى أئمة أهل البيت(عليهم السلام) يمتلك خاصية دينية و عشائرية، كما أن (بغداد، الكوفة، النجف وسامراء) هي مدن و حواضر إسلامية أشتهرت طوال قرون بمدارسها الدينية التي كان يأتي إليها الطلاب من مختلف بقاع العالم.


   باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الأسبق

    ٢٩ أيلول ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك