سبتمبر وإمتدادات القاعدة..

 


سبتمبر وإمتدادات القاعدة..

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                            

بعد سيطرة حركة طالبان على أغلب المناطق في أفغانستان حيث تزامن ذلك مع الإندماج الحاصل  بين تنظيمي القاعدة بقيادة أبن لادن وحركة الجهاد المصرية بقيادة أيمن الظواهري وإنشاء مايسمى بتنظيم قاعدة الجهاد وكان ذلك في حزيران 2001 طبعاً كل ذلك حصل برعاية وحماية من حركة طالبان وبعد مرور أربعة أشهر قام التنظيم بإستهداف برجي التجارة العالمي والبتناجون بأربع طائرات مخلفاً أكثر من ثلاث آلاف ضحية من مختلف الجنسيات وخسائر مادية هائلة تقدر ب (95) مليار دولار أمريكي وفي تصريح جداً مهم للقيادي في مجلس الشورى لتنظيم القاعدة المدعو أبو الوليد قال (أن قرار أبن لادن الغير مدروس ضيع التنظيم وضيع أفغانستان كبلد وأدى بنا إلى الهاوية) وبعد الهجمات بأيام خرج الرئيس الأمريكي جورج بوش بمؤتمر صحفي حيث قام بتقسيم العالم إلى مجموعتين إما أن تكون مع  الولايات المتحدة أو تكون مع الإرهاب حسب وصفه وقام بتحديد مجموعة من الدول والمنظمات وتصنيفها على أنها محور الشر (أفغانستان كوريا الشمالية،العراق،إيران، سوريا وحزب الله اللبناني) وقال أنها يجب أن تعاقب وصنف حركة طالبان التي كانت تحكم أفغانستان في حينها على أنها منظمة إرهابية وتم غزو أفغانستان من قبل الولايات المتحدة وحلفائها وتم مطاردة طالبان وتنظيم القاعدة التي تناثرت بين كهوف وجبال منطقة القبائل على الحدود الأفغانية الباكستانية وأقامت الولايات المتحدة نظاماً جديداً فيها تحت رعايتها وكانت الخطوة التالية هي العراق وعلى غرار أفغانستان تم إسقاط النظام الدكتاتوري البعثي وإنشاء نظام (ديمقراطي) جديد لكن السؤال الأهم الذي يطرح هل تم القضاء على القاعدة بعد غزو أفغانستان وهل نجحت الجهود الأمريكية في مكافحة الإرهاب وهل تم تجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله المحصور بدول الخليج..؟ الجواب واضح وصريح (كلا) لأن القاعدة إمتدت في حينها وأصبح لها فروع في العديد من الدول مثل (العراق) حيث تطور التنظيم في العراق بقيادة الإرهابي الأردني أبو مصعب الزرقاوي وعمل بإستراتيجية جديدة تعتمد على العنف والبطش بأبناء الشعب العراقي بمختلف طوائفه ولقد حصل تطور في بنية التنظيم بعد مقتل الزرقاوي و بعد عدة سنوات حصل الإنشقاق وأستقل التنظيم  الجديد عن القاعدة الأم وغير أسمه وأحتل أجزاء من العراق وسوريا تحت مسمى (د ا ع ش) مخلفاً آلاف الضحايا ودمار هائل في كلا البلدين وكذلك إمتدت القاعدة في اليمن بشكل كبير كذلك (د ا ع ش) لكن بشكل أقل خصوصاً بعد أحداث مايسمى بالربيع العربي المدعوم أمريكياً وتمددت القاعدة في الكثير من مناطق اليمن أمثال (أبين وشبوة والمكلا الساحلية) تحت مسمى آخر غير القاعدة (أنصار الشريعة) من أجل التمويه بهوية جديدة ولكسب المجتمع والمناصرين وكذلك تمددت القاعدة و (د اع ش) في المغرب العربي خصوصاً ليبيا أن سيطرة طالبان مرة أخرى على أفغانستان وفق تفاهمات وإتفاقات مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول ومؤتمر قطر الذي جمعهم خير دليل على ذلك وسيؤدي إلى إنطلاقة قوية لهذا التنظيم وربما تحت مسمى آخر مثل ما حصل في بعض مناطق اليمن من أجل ضرب أهداف في دول آسيا الوسطى وبعض دول المنطقة كذلك توجد محاولات للتوسع وإعادة لملمة الأوراق من قبل هذا التنظيم في المناطق الممتدة عبر سوريا والعراق.


   باقر جبر الزبيدي                                                                                                                                                                 

وزير الداخلية الأسبق

    ١٢ أيلول ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك