رسالة إلى دول الخليج..

 


رسالة إلى دول الخليج..


الإدارة الأمريكية الحالية لم تعد تعتبر دول الخليج حليف أساسي رغم كل التنازلات التي قدمتها حكومات هذه الدول ورغم الأموال الهائلة والصفقات.


الولايات المتحدة نقلت بعض الأصول العسكرية من الخليج إلى الأردن وسحبت أنظمة دفاع صاروخية من السعودية وهي إشارات على أن التواجد العسكري لأمريكا على أراضي هذه الدول ليس ضماناً لها وأن واشنطن لديها البديل الجاهز للقواعد الخليجية.


مع أنتهاء حقبة ترامب سيئة الصيت أدركت بعض الدول الخليجية بأن تحالفها مع الولايات المتحدة لم يعد تحالفاً مستقراً وعليها البحث عن حلفاء جدد.


أمريكا تعيد إنتشار وجودها العسكري في الشرق الأوسط وتضع إستراتيجية جديدة عبر دول تقوم بدور شرطي المنطقة بالنيابة عنها مع وجود لبعض القوات الأمريكية في أماكن محددة منها (العراق والأردن).


إدارة بايدن تركز على الصين بشكل كبير، وهو ما يعني نشوب حرب باردة تلوح في الأفق لأن واشنطن غير مستعدة حالياً لصراع مع الصين التي زاد نفوذها الإقتصادي في آسيا وأفريقيا.


ورقة أفغانستان فشلت في التأثير على مشاريع الصين بل أن أفغانستان قد تتحول إلى شريك إقتصادي مهم للصين بعد فشل زلماي خليل زاد وإقالته وهو إقرار بأن طالبان لا تثق بأمريكا ولا ترغب بالتعامل معها.


على دول الخليج أن تعيد شكل تحالفاتها خصوصاً في (العراق، اليمن، سوريا ولبنان) فبعد أكثر من عقد من السياسات الخاطئة في هذه البلدان ونزيف الدماء لم يتبقى سوى الرضوخ للأمر الواقع وتقبل الحقائق كما هي والإعتراف بحقوق مكونات الشعوب مهما كانت خلفيتها المذهبية وفي حال الإصرار على نفس المشاريع، فإن النار سوف تنتقل إلى الداخل الخليجي وتحرق معها حكومات لم يكن أحد يعتقد بأنها  ستنتهي يوماً ما.


     باقر جبر الزبيدي

الأمين العام لحركة إنجاز

 ٢١ تشرين الأول ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك