تجربة الأحزاب العلمانية والمدنية في العراق..    (الجزء الثاني)

 


تجربة الأحزاب العلمانية والمدنية في العراق..


(الجزء الثاني)


بعد عام 2003 وبسبب طبيعة المجتمع العراقي التي أشرنا إليها لم تحقق الأحزاب العلمانية والمدنية نتائج كبيرة في العملية السياسية أو الإنتخابات بل إكستحت الأحزاب الدينية الساحة العراقية بشكل واضح.


وفي إنتخابات 2014 كان هناك تطوراً كبيراً في سياسة هذه الأحزاب حيث تم تأسيس التحالف المدني الديمقراطي الذي ضم : (الحزب الشيوعي العراقي وحزب الشعب والتيار الديمقراطي وشخصيات مستقلة) وعلى الرغم من حصول التحالف على حوالي ربع مليون صوت في عموم العراق  بإنتخابات عام 2014 إلا أنه حصل على ثلاثة مقاعد فقط كانت جميعها في محافظة بغداد.


وفي عام 2017 توسع التحالف ليضم أحزاب أخرى تجاوز عددها الخمسة عشر حزباً وتم إعتماد أسم جديد للتحالف هو تحالف القوى المدنية الديمقراطية.


وفي عام 2018 أنضمت الأحزاب المدنية والعلمانية إلى التيار الصدري في تحالف عُرف بإسم تحالف سائرون هذا التحالف الذي أثار الكثير من التساؤلات في حينه بسبب إختلاف أيديولوجية وخلفية الإطراف المتحالفة فيه أثر بشكل كبير على الأحزاب العلمانية والمدنية والتي كانت تتهم الأحزاب الدينية بالمسؤولية عن مايحدث في البلاد ثم عادت وتحالفت معها مما سبب في إنشقاق شخصيات وحصول مساجلات بين بعض قيادات هذه الأحزاب خصوصاً القيادات التي كانت خارج العراق حينها.


حاولت بعض الأحزاب المدنية والعلمانية أن تدخل تحت عباءة أنتفاضة تشرين (ركوب الموجة) ألا أن خيم المنتفضين رفضت أغلب الجهات التي حاولت ذلك لتكتفي بعض الأحزاب بالنشاط والتأييد على مواقع التواصل الإجتماعي وخرجت من ساحة التظاهر بشكل كامل.


كما لابد أن نقف عند نقطة مهمة في تجربة هذه الأحزاب وهي أحد أهم الأسباب التي أدت إلى تراجع شعبيتها ألا وهو الإنفصال عن الجمهور وإستخدام خطاب فوقي لايتناسب مع كافة طبقات الشعب ويكون موجه إلى طبقة محددة مما ساهم بشكل كبير في إنعزالها عن القواعد الشعبية مع إستمرار بعض قياداتها بتوجيه النقد الحاد للجمهور مما خلق هوه كبيرة بينها وبين الشارع العراقي يضاف إلى ذلك دخولها في مرحلة الشيخوخة السياسية بسبب عدم وجود إقبال من الشباب الذي ينقسم إلى شباب متدين ومحافظ وشباب رافض للعمل السياسي ويحمل السياسة مسؤولية ماجرى ويجري في البلاد.


   باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الأسبق

   ٣٠ أيلول ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك