أوميكرون ولعبة النفط الامريكية..

 


أوميكرون ولعبة النفط الامريكية..


مع انتشار متحور فيروس كورونا (أوميكرون) هوت أسعار النفط بأكثر من 10 في المئة وهو أكبر تراجع يومي منذ أبريل 2020.


الادارة الامريكية بقيادة بايدن طلبت من روسيا والسعودية تخفيض اسعار النفط التي وصلت الى عتبة 86 دولار الى ان هذه الدول رفضت بشدة الطلب الامريكي فالروس انتعشت خزائنهم بفعل ارتفاع الاسعار والسعوديين في مأزق بسبب فاتورة اسلحتهم العالية والتي ذهبت هدرا في قتل الشعب اليمني.


لتلجأ امريكا الى حل اخر تمثل بالطلب من بعض الدول اللجوء الى الاحتياطي النفطي الا ان اليابان وحدها من وافق من اجل كسب الجانب الامريكي ضد الصين.


وبمجرد الاعلان عن المتحور الجديد أوميكرون اتخذ بايدن عدة إجراءات منها ايقاف السفر وبعض القطاعات الصناعية وهي سابقة لم تحصل ابدا سواء عند اكتشاف كورونا اول مرة او عند تطور وتحول الفايروس او دخول امريكا الموجة الرابعة من الجائحة.


السيد بايدن الذي انخفضت شعبيته من 56% إلى 44.7% وهو اكبر انخفاض لشعبية اي رئيس امريكي من الرؤساء العشرة الذين سبقوه وجد في المتحور الجديد فرصة لانقاذ نفسه من غضب الشارع الامريكي المستاء من ارتفاع سعر الوقود وارتفاع معدل البطالة في ظل موجة البرد الحالية كما ان لوبيات الضغط الخليجية في امريكا غير راضية عن سياسته اتجاهها خصوصا السعودية والامارات.


ليوجه بادين ضربة مزدوجة من خلال المتحور الجديد أوميكرون حيث خفض اسعار النفط العالمي وانهارت أسواق المال الخليجية وسجل اسواق السعودية والإمارات تراجعات حادة وسط حالة من التهويل الاعلامي العالمي التي تحذر من المتحور الجديد أوميكرون.


حيث تراجعت الأسهم السعودية بنحو 5.3% وتراجع مؤشر سوق أبوظبي 2.74% وتراجع مؤشر سوق دبي المالي 4.36% وتراجع سهم سوق دبي المالي 8.1% وتراجعت بورصة الكويت لمؤشرها العام بـ222 نقطة وسط عمليات بيع لا يقابلها طلبات شراء وهبط المؤشر العام للبورصة القطرية بنسبة 2.12%.


ورغم تأكيد منظمة الصحة العالمية بان المتحور الجديد أوميكرون ليس خطير ويمكن احتوائه عبر جرعة ثالثة من اللقاحات وانه فقط سريع الانتشار فان الادارة الامريكية استغلت الامر وتصر على تخفيض اسعار النفط الامر الذي رفضته دول الاوبك.


هكذا تنهار الدول بعد ان يدمر اقتصادها ببطء وتجبر على الاعتماد على القروض التي تعتبر الحلقة الاولى من نهاية اي دولة.


   باقر جبر الزبيدي

 وزير المالية الاسبق

٢٩ تشرين الثاني ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك