القاعدة في شبه الجزيرة العربية..                                                                                                                                                                                                     (الحلقة الثانية)

 


القاعدة في شبه الجزيرة العربية..

                                                                                                                                                                                                   (الحلقة الثانية)                                                                                                                                                                                                                                       


كان لأحداث 11 سبتمبر وتداعياتها من حيث إعلان الولايات المتحدة الحرب على الدول الداعمة للإرهاب وغزوها أفغانستان و من ثم العراق في أن يصبح اليمن ملاذاً آمنًا لهذا التنظيم خصوصاً أن القاعدة خسرت معقلها في أفغانستان ففي عام 2006 تحديداً في 3 فبراير/شباط قام التنظيم بعملية نوعية مهمة بتهريبه 23 سجيناً من سجن الأمن السياسي اليمني من ضمنهم قيادات بارزة أمثال "ناصر الوحيشي أبو بصير" الذي أصبح فيما بعد زعيماً للتنظيم في اليمن وبدأت القاعدة ترتب أوراقها و تبني هيكليتها وتتوسع أفقياً خصوصاً بعد تزكية الرجل الثاني لها في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وبدأت تنفذ عمليات داخلية كأستهداف سفارة الولايات المتحدة في صنعاء وهجمات متفرقة هنا وهناك، وبحلول العام 2009 أعلن التنظيم عن أندماج فرعي تنظيم القاعدة في (السعودية واليمن) تحت مسمى "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" وذلك في شريط مصور ظهر فيه الوحيشي إلى جانب قيادات داخلية يعلنون فيه عن التأسيس وأعلن التنظيم إستراتيجيته وأهدافه حسب الأولوية وهي إستهداف الأمريكان والمصالح الغربية وإستهداف العائلة الحاكمة في السعودية كذلك إستهداف النظام اليمني.


وفي رسالة أرسلها أبن لادن إلى ناصر الوحيشي أمره ببذل الجهد الأكبر بإستنزاف أمريكا وعد إنجرار في معارك ضد الحوثيين أو الحكومة وحذر من إقامة إمارة أو خلافة إسلامية لأن ذلك سيكون هدفاً سهلاً للولايات المتحدة ودول الخليج لإسقاطها وهذا ما أكده أيضاً عطية الله الليبي القيادي في تنظيم القاعدة الأم عندما راسله الوحيشي وأكد أن مقومات إقامة دولة إسلامية غير متوفرة.


وبالعودة إلى تلك الفترة قبل الثورة على علي عبدلله صالح نجد أن القاعدة لم تولي ذلك الإهتمام بمحاربة النظام لأنها كانت تعرف كما يبدو بأن نظام الرئيس علي عبدلله صالح بدأ يضعف وينهار حسب مالمحت به في مجلتها صدى الملاحم في عددها الصادر رقم (10) في آب 2008 مشيرة إن قبضة الرئيس صالح بدأت تضعف وإنه على وشك الهروب وهو غير قادر على أن يعيق توسعنا كما يقولون، وكان لهذا الإندماج أثر كبير بتوسيع زخم الإنتماء لهذا الفرع وقد صرح قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط ديفيد بترايوس في نفس العام إنه في ظل عدم إمكانية الحكومة اليمنية السيطرة على جميع أراضيها فذلك من شأنه أن يمنح ملاذاً آمناً للمتمردين مثل القاعدة وأنهم سوف يشكلون خطراً حقيقيا.                                                                                                                                                                  


إهتمت القاعدة بإنشاء هيكلية منتظمة حيث قامت بإنشاء لجان شرعية وفريق للتنظيم و التدريب وفرق للتصفية والإغتيالات وأهتمت كثيراً بالجانب الإعلامي والدعائي ورأت فيها ضرورة من ضروريات العمل الجهادي فأصدرت مجلة صدى الملاحم والتي سبق الإشارة لها وكذلك أنتجت العديد من الأفلام التي توثق عملياتها ضد قوى الأمن وخصوصاً قيادات مكافحة الإرهاب وكان من أهم تلك الإفلام فلم بعنوان (هنا نبدأ وفي الأقصى نلتقي) وكذلك (غزوة الفرقان) حول إستهداف السفارة الأمريكية في صنعاء ومن أدواتها الدعائية التي أستعملتها أيضاً الخطب والكتابة على الجدران بدأ هذا الفرع ينشط أكثر وأكثر حيث قام بمحاولة إغتيال الأمير السعودي محمد بن نايف نائب وزير الداخلية والمسؤول عن ملف محاربة التنظيمات السلفية الجهادية في 28آب 2009 جرح على أثرها وكذلك محاولة فاشلة لتفجير طائرة متوجهه من أمستردام إلى ديترويت قام بها النيجيري "عمر الفاروق" بعد تلقيه تدريبات في اليمن وكذلك العثور على طرود ملغومة على متن طائرة شحن متوجهة إلى الولايات المتحدة وعدد من الهجمات في المملكة العربية السعودية لسنا بصدد ذكرها.


وللحديث صلة..


   باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الأسبق

    ٢٤ تموز ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك