دول بين نار التطبيع ودوامة الإنقلابات..     الحلقة الثانية    ( مصر)

 


دول بين نار التطبيع ودوامة الإنقلابات..

 

الحلقة الثانية


( مصر)


رغم أن النظام الحالي في مصر جاء بإنقلاب عسكري مدعوم خليجياً وأمريكياً ورغم العلاقات الجيدة بين السيسي وتل أبيب إلاّ ان خارطة التحالفات بين مصر ومحيطها تغيرت بشكل كامل تقريباً ولم يعد النظام يشعر بالأمان.


الضغوط الهائلة التي يتعرض لها النظام المصري تسير بإتجاه ثلاث ملفات مهمة هي : (ملف المياه وملف التطبيع وملف الإقتصاد) وهي ملفات مرتبطة مع بعضها بشكل كبير.


في ملف المياه تجد مصر نفسها في ورطة حقيقية بعد ان أقنعت الإمارات والسعودية السيسي بتوقيع مايعرف بـ(وثيقة سد النهضة) أو إعلان مبادئ بين مصر وإثيوبيا والسودان والذي أعطى الحق لأثيوبيا بالتصرف بحرية في هذا الملف وأصبحت هي المتحكم الرئيسي بأمن مصر المائي ورفضت أي حل مصري أو سوداني ولم تنفع محاولات مصر الضغط على السعودية والإمارات في سبيل إيقاف تمويل بناء السد.

 

وفي ملف التطبيع فقد لعبت مصر بعد إتفاقية كامب ديفيد دور الوسيط بين العرب وإسرائيل في المنطقة مما منحها بعض المكاسب من قبل الدول الكبرى وبعد إعلان الإمارات التطبيع مع تل أبيب أصبح دور مصر هامشياً بل أصبحت مشاريع الامارات وإسرائيل تهدد القاهرة بإنشاء مشروع بديل لقناة السويس العصب الإقتصادي المهم لمصر.


أقتصادياً أغرقت مصر تماماً بالقروض والديون الخارجية ورفعت قيود صندوق النقد الدولي من مستويات الفقر مع رفع الدعم عن المواد الأساسية والوقود وإنقطعت المساعدات الخليجية التي كانت الداعم الرئيسي للإنقلاب الذي جاء بالسيسي كما أوقفت أمريكا جزء من الدعم السنوي بسبب ملف حقوق الإنسان.


كل هذه التحولات جعلت النظام المصري يغير من خارطة تحالفاته فبدأ بالضغط على أوربا عبر ورقة اللاجئين وتم التواصل مع تركيا في سبيل إعادة العلاقات مع أنقرة والتي من شأنها ان تزعج دول الخليج وأوربا وأخيراً عادت العلاقات المصرية السورية إلى مجاريها في تحول سياسي لافت سيزعج رعاة الإنقلابات الإقليميين والدوليين.


     باقر جبر الزبيدي

الأمين العام لحركة إنجاز

 ٣١ تشرين الأول ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك