العراق سيد لاتابع..

 


العراق سيد لاتابع..


ان نظرية برميل ماء مقابل برميل نفط لن تطبق في العراق مهما امتدت اذرع العملاء ومهما ضخت من اموال.


المعلومات التي تصلنا تؤكد ان العراق هو مطمع اقتصادي لتحالفات جديدة في المنطقة لاسيما التحالف التركي الإماراتي الذي يحاول منذ سنوات وبشتى الطرق اختراق جبهة العراق الداخلية ورغم تجنيد الكثير من الشخصيات السياسية لاسيما شخصيات كانت تحسب على القوى الاسلامية الا ان القرار العراقي ظل عصيا على هذه التدخلات.


الحذر كل الحذر من الطابور الخامس بكافة إشكاله خصوصا من يستهدف مشاريعنا وموانئنا ورغم الاخبار السارة التي تصلنا والتي تتحدث عن امتلاء سد الوند شمال شرقي ديالى الا ان العراق بحاجة الى المزيد من الخطوات الجادة في ملف المياه.


الخزين المائي لسد الوند هو 34 مليون متر مكعب ما يؤمن مياه الشرب لمناطق خانقين ومناطق اخرى مجاورة واستمرار تدفق موجات جديدة من السيول من ايران نحو السد وتحويل كميات المياه الزائدة الى بحيرة حمرين سوف يعزز المخزون المائي للبلاد.


وبسبب طبيعة التربة والارض في العراق فقد اصبح مخزن هائل للمياه الجوفية (باعماق مختلفة) والتي نعتبرها الحل الامثل لمواجهة خطر النقص المائي القادم ولكن الوزارات المعنية ومنذ زمن الطاغية اهملت هذا المصدر الحيوي للمياه وبسبب طبيعة المياه الجوفية وموقع العراق من خارطة الشرق الاوسط الجغرافية فان المياه الجوفية تظل في العراق ولاتتسرب الى دول اخرى.


ولذلك تحاول بعض الدول المجاورة ان تحصل على مشاريع في العراق بحجة اقامة مشاريع زراعية والهدف الحقيقي هو سلب مياهنا الجوفية.


ان موضوع المياه بالذات هو الموضوع الاهم والاخطر حاليا وفي المستقبل لان سيطرة اي دولة على مقدرات العراق المائية سوف تجعله تابع سياسي لقرارات هذه الدولة كما انها تعني ان سلة العراق الغذائية وفقا للتقديرات سوف تنخفض للنصف بسبب شحة مياه الامطار مما يجعلنا نعتمد بشكل كامل على الاستيراد الذي سوف يرهق خزينة الدولة ويشعل الاسعار في الاسواق المحلية.


ان سيادة عراق الرافدين اليوم كدولة لها حضارة وتاريخ ومكانة في المنطقة مرهونة بقدرتها على اثبات حقوقها واهم هذه الحقوق هو حقها المائي الذي سيشكل في الايام القادمة ملف جديد سوف ترتكز عليه عدد من الدول في علاقتها مع العراق.


     باقر جبر الزبيدي

الامين العام لحركة إنجاز

  ٢٨ تشرين الثاني ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك