زوارق الرعب تقلب المعادلة..
تحذير الولايات المتحدة لاسرائيل من مغبة مهاجمة المنشأت الايرانية دليل على معرفة امريكا بقدرات ايران وحلفائها في المنطقة كما ان الحصار الاقتصادي فشل باعتراف الجانب الامريكي وصنع من ايران قوة كبيرة على المستوى الاقتصادي والتسليحي ومثال يحتذى به في مواجهة العقوبات والنجاح في تطوير الصناعة الوطنية الايرانية.
بينما يواصل الحوثيون زحفهم بنجاح للسيطرة على مدينة مأرب الاستراتيجية في وسط اليمن وهو انتصار اخر يضاف الى انتصارت اخرى تحققت في الاشهر الماضية وبدون اي ضجيج وسط انسحاب مذل للتحالف العربي.
ومع نجاح تجربة الطائرات الانتحارية في استهداف العمق السعودي برز سلاح جديد له تاثير كبير جدا رغم بساطته يتمثل في الزوارق الانتحارية التي يتم التحكم بها عن بعد.
تمثل العمليات بالزوارق الحربية في الممرات المائية تهديدا للسفن التجارية والعسكرية على حد سواء ويعتبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب من الممرات البحرية الحيوية والمزدحمة إذ يمر منهما 4,8 مليون برميل من المنتجات النفطية كل يوم ومن شأن القوارب الانتحارية إلى جانب الألغام والقذائف المضادة للسفن أن توقف التصدير وتسبب خسائر كبيرة جدا.
ومنذ ان قتل انتحاريون تابعون للقاعدة في زورق صغير 17 بحارا كانوا على ظهر المدمرة الاميركية كول في ميناء عدن في عام 1996 تشعر واشنطن بقلق من امكانية تعرض سفنها الحربية الضخمة لهجمات من جانب زوارق صغيرة معادية لاتملك امريكا وحلفائها معلومات عن الترسانة البحرية في اليمن رغم ان الكثير من هذه الترسانة هي غنائم من الحكومة اليمنية السابقة مصدرها الامارات.
النوع الاول من الزوارق الحوثية يتمثل في الزوارق السريعة المعدلة ومزودة بكاميرات ولاقطات هوائية بتقنية “GPS” الحوثيين جهزوا القوارب برؤوس حربية صاروخية مضادة للسفن من طراز p-15 الروسي.
النوع الثاني من القوارب يحمل اختلافًا جوهريًا عن النوع الأول وهو صغير جدًا وأكثر تعديلًا من الناحية التقنية جرى تصميمه ليطفو على مستويات أقل من المياه ومزود بعبوات ناسفة مختلفة هذه القوارب المتفجرة ليست إلا جزءًا من صورة أكبر لقدرات المقاومة في اليمن التي قلبت المعادلة راسا على عقب.
باقر جبر الزبيدي
وزير الداخلية الاسبق
٢٣ تشرين الثاني ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات: