دول بين نار التطبيع ودوامة الإنقلابات     الحلقة الأولى    ( السودان)

 


دول بين نار التطبيع ودوامة الإنقلابات 


الحلقة الأولى


( السودان)


ساعات معدودة فقط من لقاءات مكوكية جمعت المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان بقادة الجيش والحكومة السودانية ليتم بعدها الإعلان عن الإنقلاب العسكري وسط بيانات خجولة من الدول الأوربية وضبابية في المواقف العربية.


الإنقلابيون من العسكر يعلمون جيداً طبيعة المرحلة لهذا سيلعبون ورقة التطبيع مع إسرائيل مقابل عدم تصنيف الولايات المتحدة ماوقع في الخرطوم إنقلاباً عسكرياً.


زيارة عبد الرحيم دقلو قائد قوات الدعم السريع وشقيق حمدان دقلو الرجل الثاني في المجلس  العسكري السوداني إلى تل أبيب تؤكد على الدور الإسرائيلي فيما يجري أما مهندس الإنقلابات العسكرية في المنطقة محمد بن زايد فيجب ان نقف طويلاً عند دوره في الإنقلابات الأخيرة في (مصر، تركيا، ليبيا وتونس) كما ان الزيارات العامة والخاصة لم تنقطع نهائياً بين بن زايد ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.


الإمارات لاتخفي خوفها الشديد من وجود أي جماعات من الإسلام السياسي غير موالية لها خصوصاً تنظيم الإخوان المسلمين ولطالما دعمت أي حركة عسكرية في سبيل الوقوف بوجه أي صعود للإخوان في مصر والسودان وتونس.


حكومة ترامب سيئة الصيت عملت على تشويه سمعة الحكومة السودانية الإنتقالية وزعزعت إستقرارها من خلال الضغط عليها للقبول بإتفاقات "أبراهام" التي لا تحظى بقبول شعبي مقابل إخراج السودان من قائمة الدول الإرهابية.


لتأتي حكومة بايدن وتقطف ثمار ما زرعته حكومة ترامب وهو دليل على ان السياسية الأمريكية الخارجية لاتتأثر بتغيير الرئيس وان الجميع يسير على نفس النهج حين يتعلق الأمر بالشرق الأوسط.


الدعم الأمريكي للإنقلابيين سوف يعطي الضوء الأخضر للمزيد من الضغط على حكومات المنطقة خصوصاً مصر والأردن اللتان فشل معهما أسلوب العصا والجزرة والإتجاه الآن إلى العمل بإسلوب الضغط المباشر.


بعض الإطراف في السودان تحاول ان تكسب الشرعية الدولية بأي ثمن حتى لو كان هذا الثمن التخلي عن أهم الثوابت (فلسطين) ومن يرفض فإن خيار الإنقلاب جاهز دائماً.


      باقر جبر الزبيدي

الأمين العام لحركة إنجاز

   ٣٠ تشرين الأول ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك