نظرة على المنطقة .. (الأردن)

 


نظرة على المنطقة .. (الأردن)


الأردن تعيش حالة من الإرباك الشديد والتخبط على عدة أصعدة في السياسة الخارجية فهي مترددة للدخول في (صفقة القرن) على الرغم من أنها أول الجهات التي دعيت لها، وكان الراحل الملك حسين من الداعمين لتبني حل الدولتين من أجل أن يذكر في التأريخ كصاحب الحل في هذه القضية التأريخية.


وضع المملكة في السياسة الخارجية متأزم، خصوصاً أن دورها في الربط بين العالم العربي وإسرائيل قد إنتهى مع أعلان التطبيع، وهو مايعني إنتهاء أهم دور (وسيط) والذي كانت تقوم به الأردن سابقاً طوال النصف الأخير من القرن العشرين.

 

إنتهاء أتفاقية (وادي عربة وعودة معضلة الباقورة والغمر) بين تل أبيب وعمان وإتباع سياسة التعطيش هو آخر أوراق الضغط التي تمارس على الأردن التي تجد نفسها تواجه السعودية في ملفات القدس والعلاقة مع تركيا وملف عائلي مع الإمارات وهو ما أسفر عنه وجود أصابع إتهام إتجاه هذه الدول في قضية إنقلاب الأمير حمزة.


داخلياً لم تعد سياسة إمساك العصى من الوسط مع الجماعات السلفية المتورطة بالإرهاب في عدة دول تنفع، رغم أوامر العفو التي صدرت بحق أتباع هذه الجماعات وعمليات تدويرهم بين السجون حسب حاجة بعض الدول الكبرى ! والتي تسببت بإرتدادات داخل المملكة وأصبح هؤلاء اليوم خطراً داخلياً لايمكن القضاء عليه في الوقت الراهن مع وجود الكثير من الأزمات الداخلية.


إقصاء الأخوان المسلمين من الإنتخابات النيابية والحالة الإقتصادية التي وصلت إليها الأردن، شهدت بعض المحافظات على فترات متباعدة مظاهرات ومسيرات ضد النظام وضد الفساد الذي أستشرى في مفاصل الدولة وإنتشار الطبقية، كل هذا ينذر بأيام عصيبة، خصوصاً مع أنطلاق مشروع تفتيت حضارات ودول معينة مثل : (العراق ومصر واليمن وسوريا) تقوده دول ترغب بطمس الهوية التأريخية والحضارية للعراق ومصر أولاً وتصّدر المشهد الإقليمي والعربي ثانياً.


   باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الأسبق

       ٤ آب ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك