جمهورية العراق..     (الحلقة الخامسة)

 


جمهورية العراق..


 (الحلقة الخامسة)


بعد أن تنحى البكر لنائبه صدام حسين المجيد الذي  بدأ عهده بأعدام (٢٢) من رفاقه في قيادة الحزب والمكتب العسكري التابع لها، وبسجن العشرات من الكادر المتقدم لفترات مختلفة حيث قضى الكثير منهم في السجن بسبب شدة التعذيب وذلك بتهمة تدبير مؤامرة لإسقاطه بالتعاون مع سوريا، ولم يُقدم دليلاً واحدا ً على ذلك سوى إعترافات أدلى بها محي عبد الحسين مشهدي أمين سر مجلس قيادة الثورة أمام قيادات الحزب التي جُمعت من مختلف المحافظات في قاعة الخلد في تموز ١٩٧٩ وكانت تلك الذريعة لأفشال مشروع الوحدة مع سوريا،  وهذا ما أكده جورج براون وزير خارجية بريطانيا الذي زار بغداد مراراً وكانت أغلب  لقاءاته مع صدام منفرداً ومن نتائج تلك الإجتماعات أيضاً تصفية المرجع الشهيد آية الله العظمى محمد باقر الصدر والتي رافقتها حملة تهجير واسعة النطاق للعوائل العراقية بحجة التبعية الإيرانية ومصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة ورافقتها كذلك حملات إعدامات طالت المنتمين للحركة الإسلامية التي إتسع مداها  لتشمل الشباب المتدين وخاصة المتعلم منهم بحيث شملت عشرات الآلاف من أبناء الوسط والجنوب ولازالت ذكراها عالقة في الأذهان وكانت ذروة جرائم البعث بحق الشعب العراقي هجومه الواسع على الأراضي الإيرانية في ٢٢ أيلول ١٩٨٠ وإعلانه الحرب عليها بدعم خليجي وغربي لا متناهي والذي كانت نتائجه إستشهاد وإعاقة مئات الآلاف من الشباب العراقي في محرقة قادسية العار الصدامية والتي كانت نتائجها كما أعلنها صدام نفسه في رسالته الشهيرة إلى الرئيس الإيراني هاشمي رفسنجاني عام  ١٩٩٠ هو العودة الى إتفاقية الجزائر حيث تنازل العراق بموجبها عن نصف شط العرب، ومن الكوارث التي تلت حرب الثمان سنوات هي زج العراق بحرب أخرى مع الجارة الكويت وإحتلالها  بضوء أخضر أمريكي ورفضه الإنسحاب منها وتعمده على خوض حرب خاسرة سلفاً مع قوات  التحالف الدولي التي أدت إلى تحطيم الجيش العراقي وتدميره بعد أن كان الجيش العراقي واحداً من أقوى جيوش العالم، وذلك لإزالة أي تهديد يمكن أن يشكله على الكيان الأسرائيلي ولذر الرماد في العيون أطلق (٣٩ صاروخاً) على إسرائيل لم تسفر عن أي خسائر مهمة تذكر، وفي المقابل عوض إسرائيل ولأول مرة في تأريخ الحروب العربية الإسرائيلية بمبالغ ضخمة وبشكل علني عن طريق اللجان الدولية لقد خرج العراق من تلك المغامرات والحروب الصدامية الرعناء مُثخن بالجراح فبعد ان كانت خزينة الدولة عشية إستلامه السلطة ما يقارب أكثر من ٣٧ مليار دولار أمريكي من غير الدعم الخليجي الذي وصل الى ٢٠ مليار دولار.


أصبح العراق مديناً ب ١٢٠ مليار وبنيته التحتية محطمة ومدمرة تماماً حيث أعادها القصف الأمريكي الى عهد ماقبل الثورة الصناعية كما توعد تماماً جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي كما خسر  مساحات واسعة من أرضه عند ترسيم الحدود مع الكويت و قبل ذلك مع السعودية والأردن ناهيك عن إستخدام السلاح الكيمياوي ضد الأكراد والتي على أثرها تمت هجرتهم إلى تركيا وإيران.

 

ولتأتي بعدها الإنتفاضة  الشعبانية المباركة في آذار ١٩٩١ رداً على هزائم النظام وتلاعبه بمصائر البلاد والعباد، حيث إندلعت في الجنوب وإمتدت شرارتها إلى الشمال ولم يدخر النظام جهداً في قمع الإنتفاضة بكافة الأسلحة والوسائل فكانت ضحاياه لا تعد ولا تحصى ومع ذلك تعمد الأمريكان للإبقاء على النظام مع كل هذه الجرائم  والهزائم وساعدته في قمع الإنتفاضة التي تشهد بها بنود خيمة صفوان لتعقبها مآسي الحصار  لتحصد  أرواح آلاف الأطفال والمرضى وكبار السن بسبب الحصار الذي أدى إلى نقص الغذاء والدواء حتى جائت حرب الخليج الثانية وسقط الديكتاتور في ٩ /٤ ٢٠٠٣ ليتخلص العراق من حكم البعث العميل.


     باقر جبر الزبيدي

 وزير الداخلية الأسبق

     19 تموز 2021

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك